جفرا نيوز -
جفرا نيوز - بقلم حمادة فراعنة
كنت أقول إن الشعب العربي الفلسطيني سيحقق مكاسب استراتيجية لصالح قضيته الوطنية، باتجاهين:
الأول الانحيازات والتعاطف الدولي والتضامن الشعبي العابر للحدود، مع قضية الشعب الفلسطيني ومعاناته، وخاصة من قبل شعوب أوروبا، والولايات المتحدة.
ثانياً الانكفاء عن دعم المستعمرة الإسرائيلية، وكشفها وتعريتها على حقيقتها، كمشروع استعماري توسعي، يقوم على التفوق والعنصرية والفاشية والعداء للآخر.
قد لمسنا ذلك بمظاهر الاحتجاجات والتظاهرات ضد جرائم المستعمرة في شوارع واشنطن ولندن، وغالبية عواصم العالم، باستثناء أغلبية العواصم العربية حتى لا نظلم أنظمتها أنها تورطت بالانحياز «للإرهاب الفلسطيني» و»المنظمات المتطرفة» الاسلامية .
التصويت لدى الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح فلسطين بواقع 153 دولة من أصل 193 دولة، انحياز إيجابي واضح، فيه الهزيمة والنكران والعزلة للمستعمرة، ولكل من يقف معها، ويدعمها.
التصريحات الجوهرية، الانقلابية، المتقدمة نسبياً من قبل الرئيس الأميركي بايدن، مقارنة مع تصريحاته السابقة، تؤكد التطور والانتقاد العلني للمستعمرة وقياداتها وتوجهاتها، وإن كانت دوافعها لا تزال من موقع «الصداقة» والتحالف، والتعاون والشراكة وخدمة المصالح المشتركة، بمعنى أن الرئيس بايدن لم ينقلب على خدمة المستعمرة ومواصلة دعمها، ولكنه لم يعد يرى في سياساتها وخيارات قياداتها وحكومتها، ما يخدم المصالح الأميركية، والاستقرار والأمن لليهود وللمستعمرة الإسرائيلية .
هذا هو بداية التحول الإيجابي، الذي اعتبره من مقدمات تأثير المكاسب الاستراتيجية للشعب الفلسطيني، التي وصفتها لاحقاً بسبب عدة عوامل:
أولاً القصف الهمجي العشوائي لمدن وقرى وأحياء الفلسطينيين المدنية، و سببت حجما من الخسائر البشرية غير المسبوقة بهذه الوحشية عبر القتل المتعمد من قبل قوات الاحتلال، كما سببت للمدنيين الفلسطينيين من قتل ودفن عشرات الآلاف تحت أنقاض بيوتهم وإصابة أضعافهم، وتوجيه مقصود لقصف المستشفيات والمراكز الصحية، وسيارات الإسعاف، والطواقم الطبية، بهدف تعطيل المنظومة الصحية، وهو ما تمكنت من تحقيقه و فعله عملياً قوات الاحتلال.
وهذا ما عبر عنه الرئيس الأميركي بقوله إن أميركا تفقد مكانتها الأخلاقية على اثر تبنيها لكامل الفعل الإسرائيلي المشين.
ثانياً فشل المستعمرة في أربعة عناوين مركزية:
1 - فشلها الاستخباري يوم الهجوم الفلسطيني في 7 أكتوبر 2023.
2 - فشلها في اقتناص أو قتل او اعتقال قيادات حركتي حماس والجهاد، رغم استشهاد بعضهم جراء القصف.
3 - فشلها في إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، بدون ثمن، بدون الاذعان لعملية التبادل.
4 - فشلها في اكتشاف بوابات الأنفاق المؤثرة.
ثالثاً الخسائر العسكرية من الضباط والجنود الإسرائيليين التي مُنيت بها جراء الاشتباكات المباشرة مع قوات المقاومة الفلسطينية، مما يدلل أن روح المبادرة، والقدرة على توجيه الضربات الموجعة لقوات العدو، واستثمار عنصر المفاجأة، والاستعداد العالي للعمل والنضال والتضحية، في مواجهة الجرائم البشعة التي قارفتها قوات الاحتلال، ضد شعب المقاومة الفلسطيني، يجعل من هذه العوامل، دافعاً ورصيداً، يصل مداه وتأثيره إلى شعوب العالم.
تصريحات الرئيس الأميركي بايدن، خطوة نوعية، ستترك أثرها البالغ على سياسات ومواقف بلدان العالم، لصالح فلسطين، و ضد المستعمرة.