جفرا نيوز -
جفرا نيوز - بقلم حمادة فراعنة
الهجوم البربري المتوحش، فاقد القيم والإنسانية، من قبل قوات المستعمرة، ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ما زال متواصلاً مكثفاً، يستهدف قتل أكبر عدد من الفلسطينيين، وتدمير أكبر مساحة من البيوت والمنشآت المدنية، بهدف التخلص من الوجود البشري السكاني من أهل القطاع، إما بالقتل والموت والدفن تحت الأنقاض، أو بالرحيل والتشريد والطرد.
بعد الاجتياح الإسرائيلي، منذ 28 تشرين أول أكتوبر 2023، حتى 15 تشرين الثاني نوفمبر 2023، واستئناف الاجتياح التدريجي في الأول من كانون أول ديسمبر 2023، بعد أسبوع من التهدئة وتبادل الأسرى، يقع الصدام والاشتباك المباشر بين قوات الاحتلال وقوات المقاومة، ولا زالت المواجهة في ذروتها تسير نحو احتمالين:
الأول أن قوات المستعمرة تورطت في عملية الاجتياح، وستتعرض لضربات موجعة تستنزفها، وتجعل مدن وحواري ومخيمات القطاع الفلسطيني مقبرة للغزاة.
والاحتمال الثاني تتمكن قوات المستعمرة المتفوقة عسكرياً وتسليحاً، بالآليات والطيران والمدفعية والصواريخ، تتمكن بعد احتلال كامل قطاع غزة من توجيه ضربات قاتلة لقدرات المقاومة، وشل فعاليتها، كما يقول ويدعي يوآف جالنت وزير حرب حكومة المستعمرة.
المقدمات تشير بعد المرحلة الأولى من عمليات القصف الإسرائيلي التي استمرت ثلاثة أسابيع، قبل الاجتياح، وخلال عملية الاجتياح الأولى والثانية، أن قدرات المقاومة الفلسطينية ومبادراتها ما زالت حية، وتوجه ضربات موجعة لقوات العدو، وهي تملك عنصرين:
أولاً المفاجأة، حيث تعمل على ضرب العدو ومن ثم تختفي.
ثانياً تملك الحوافز القوية الوطنية والمبدئية، تجعل استعدادها العالي للتضحية.
وقد ملكت عنصراً إضافياً عبر البيوت والعمارات والشوارع المهدمة، حيث باتت مظاهر الخراب والدمار بمثابة مخابئ وأماكن آمنة للتنقل وممارسة القنص لقوات العدو، ولذلك معركة المواجهة ما زالت في أوجها وذروتها، لعل قطاع غزة يُعيد ما فعلته بقوات الاحتلال في عهد شارون في الانتفاضة الثانية من عام 2000، حتى آيار 2005، حينما فرضت على شارون الرحيل من قطاع غزة بعد فكفكة المستوطنات وإزالة قواعد جيش الاحتلال.
ارتفاع وتيرة الحديث عن التهدئة وتبادل الأسرى، يعود إلى فشل قوات الاحتلال في برنامجها ومخططها، جعل أهالي الأسرى الإسرائيليين ترتفع أصواتهم وتتسع مطالبتهم للإفراج عن أولادهم أو ذويهم، بعد سلسلة اخفاقات قوات المستعمرة من إطلاق سراح أي من الأسرى، واخفاقها في اعتقال أي من قيادات حماس، إضافة إلى الحرج الذي يُصيب الإدارة الأميركية الداعمة والمساندة لقوات وحرب وهجوم المستعمرة الدموي ضد المدنيين بالقتل المتعمد والتدمير المنهجي لبيوتهم، أمام مرأى المجتمع الدولي والرأي العام واحتجاجاته العلنية في شوارع واشنطن والولايات والعواصم الأوروبية.
ما زال الفشل والإخفاق لهذا الوقت ملازماً لمسيرة المستعمرة رغم احتلالها لباقي قطاع غزة، وقتلها المتعمد المقصود لعشرات الآلاف من الفلسطينيين.