النسخة الكاملة

غزه لاتحتاج اضرابات.. تحتاج منا مالًا ومتاعًا ودمًا

الثلاثاء-2023-12-12 11:21 am
جفرا نيوز -
كتب - الدكتور الصحفي غازي القظام السرحان 

يسعى نشطاء دعوا الى الاضراب العالمي الذي نفذ يوم امس الاثنين الضغط على حكوماتهم ودولهم من اجل أتخاذ تدابير ووسائل مناصره وداعمة ومعبرة عن تضامنهم مع قطاع غزة , في الاردن استجاب كثيرون لهذا الاضراب وتمثل في اغلاق المحال والمؤسسات التجارية وتوقف بعض خطوط السرافيس والتاكسي . اننا في الاردن ومنذ بدايه العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة في طليعة الدول التي اتخذت اجراءات وتدابير ضد الكيان الاسرائيلي مباشرة ومنها سحب السفير الاردني من تل ابيب والطلب من اسرائيل بعدم اعادة سفيرها الى الاردن اضافة الى عدم التوقيع على اتفاقية المياه مقابل الطاقة والتلويح بمراجعه اتفاقيه السلام الموقعه بين الاردن وبين اسرائيل , كما قرر الاردن التاكيد على استمرار تواجد المستشفى الميداني الاردني والمتواجد اصلا هناك منذ عام 2009 لتقديم الاسناد الطبي والصحي للاشقاء الفلسطينيين في قطاع غزه وحرصا من الاردن على استمرار عمل المستشفى وفق أعلى درجات الجهوزيه القصوى وقد قام الاردن بـأربع عمليات انزال جوي لوجستي  للمساعدات الطبيه والاغاثيه من اجل ضمان استمرار عمل المستشفى خدمه للاشقاء في قطاع غزه  كما عزز الأردن جهوده المسانده والداعمه للاخوه الفلسطينيين في القطاع بمستشفى ميداني أخر في قطاع غزه , ولم يثني الاردن عن الاستمرار في دوره المعهود الداعم للاشقاء الفلسطينيين في محنتهم هذه تعرض عدد من منسوبي قواتنا المسلحه الاردنيه من الطواقم الطبيه العامله بالمستشفى للاعتداء من قبل الاحتلال الاسرائيلي , مثلما تعرضت اجزاء من المستشفى للقصف الاسرائيلي ما احدث اضرار ماديه جسيمه سرعان ما عمل الاردن على اصلاحها كي تبقى مؤديه رسالتها الوفيه للاشقاء ,  مثلما عمل الاردن على تسيير جسر جوي بين عمان ومطار العريش المصري لنقل كل ما يطلبه الاشقاء في قطاع غزه من مستلزمات طبيه واغاثيه , معتزين بسمو ولي العهد الامير حسين رسول جلاله الملك بوقوف الامير شخصيا على عمليات نقل المساعدات للاشقاء في قطاع غزه , وأيم الله أن جباهنا عانقت السماء فخرا ومجدا وعزا بهذا الموقف النبيل , كيف والعالم كله والغزيين على وجه الخصوص يرون بأم اعينهم تطابق الفعل والقول بين قائد الدوله وولي عهده والشعب الأردني الأصيل.  وسير الاردن عشرات الطائرات التي تحمل مواد طبيه واغاثيه متنوعه دعما للاهل في القطاع الذي يشهد عدوانا همجيا لم يشهد مثله التاريخ . فضلا عن تسيير جسر بري من الشاحنات المحمله بالادويه والمواد التموينيه والبطانيات .وعبر الاردنيون عن غضبهم وسخطهم على الجرائم الوحشيه التي ترتكبها اسرائيل بحق الشعب الفلسطيني سواء في القطاع او في القدس وباقي الضفه الغربيه فصدحت حناجرهم وهتافاتهم في كل محافظه ولواء وقريه ومخيم ومن خلال وقفاتهم ومسيراتهم التضامنيه مع الاشقاء الفلسطينين في قطاع غزه ايمانا من الاردن بقوه الرأي والكلمه والتظاهر السلمي الحضاري ولأن تقول الجماهير كلمتها مؤمنا الأردن بحريه الرأي والتعبير وما تزحزح قيد انمله عن قناعاته الراسخه بجدوى الكلمه التي يمكن ان لا تكون اقل اهميه من البندقيه . واستمر الاردن مناصرا ومجاهدا بما املاه عليه الضمير والحس العروبي والانساني بالوقوف الى جانب الاشقاء " الغزيين" ففتح باب التبرعات النقديه والعينيه وتولى تسييرها بحفظ وأمانه الى اخوانهم في القطاع لتعزيز صمودهم وبقائهم والتخفيف من الامهم . 

وظل الاردن العروبي المؤمن بوقفه الشقيق مع الشقيق وقت الضيق وبقياده جلاله الملك عبد الله الثاني بن الحسين وسمو ولي عهده الامين سمو الامير حسين بن عبد الله ومن خلفهم الاردنيون يصلون ليلهم بنهارهم فجاءت قمه القاهره للسلام التي عقدت بطلب من جلاله الملك وتلتها قمه الرياض فكان صوت الاردن الصادح والقوي وعلى لسان جلاله الملك بضروره الوقف الفوري للعدوان الاسرائيلي على قطاع غزه وتسهيل عمليات دخول المساعدات الاغاثيه والطبيه الى مختلف ارجاء القطاع المنكوب, ولم يكل الاردن او ينحني أمام مسؤولياته القوميه والعروبيه تجاه فلسطين كلها , فجال وزير الخارجيه مهند الصفدي عواصم العالم وبخطاب سياسي حاذق وقوي وصريح لا يحتمل اللبس والتخاذل " ان اوقفوا الحرب فورا على غزه " وضروره افساح المجال لدخول المساعدات الانسانيه للقطاع المحاصر. 

وبما نعرفه عن انفسنا وقيادتنا وشعبنا الحر الأبي في تطابق مواقفنا الرسميه والشعبيه تجاه ما يتعرض له قطاع غزه من عدوان بربري وهمجي من قبل الاحتلال الاسرائيلي فأنني وجدت لزاما علي أن ننأى بوطننا ومصالحنا الأقتصاديه عن كل ما يشتت الجهود التي يبذلها الوطن حاضنه الجميع وأن تنصرف جهودنا للتبرع بما تجود به انفس الاردنيين الطيبه مالا ومتاعا ودما هذا على الصعيد الجماهيري , ولنتحلق كالسوار حول المعصم حول جهود جلاله الملك عبد الله الثاني , وأن ندرك أن الاضراب لا يصب في مصلحه الاشقاء الفلسطينين واأن علينا ان ندرك ايضا ان مقاطعه بعض السلع والمنتوجات ظنا من البعض انها تساهم في ثني الدول الداعمه لاسرائيل على تغيير مواقفها من الحرب على غزه انما ذلك ينعكس  سلبا من باب اخر على حركه العماله الاردنيه ومن شأن ذلك ايضا اغلاقا لبيوت اردنيين يتكسبون رزقهم ويعيلون ذويهم من خلال العمل بتلك المحال وبالتالي سيكون لذلك تأثير سلبي على معيشه الاف الاردنيين . غزه تحتاج منا تبرعات ودما ومتاعا ووقفات تضامنيه لا تريد منا شل حركه الاقتصاد والتجاره في بلدنا فهي تقوى بنا عندما نكون أقوياء لا ضعفاء ينساقون وراء دعوات مشبوهه ترمي الى شل اقتصاديات الشعوب والدول والهائهم وتحويل انظارهم عن المفيد واللازم لدعم الاشقاء في غزه .