جفرا نيوز -
جفرا نيوز - بقلم نسيم عنيزات
إن الحرب التي تشنها دولة الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة أثرت بشكل كبير على جميع نواحي الحياة في بلدنا وعلى مختلف الصعد والقطاعات.
فبعد التفاعل الشعبي الكبير الرافض للعدوان، وامام مظاهر الابادة الجماعية التي تمارسها دولة الاحتلال الإسرائيلي بحق النساء والأطفال في القطاع، أصبح الناس عندنا يعيشون حالة من القهر الممزوجة بالحزن وقلة الحيلة، فهم اما متمسمرون امام شاشات التلفزة او يقلبون صفحات التواصل الاجتماعي عبر هواتفهم النقالة، لمتابعة اخر اخبار غزة وادق تفاصيلها، لعلهم يجدون ما يشفي صدورهم ويفرحهم قليلا، وكأن حياة الناس عندنا توقفت عند السابع من أكتوبر.
فلا هم لدينا ولا عمل امامنا غير اشقائنا في غزة ومتابعة أخبارهم والدعاء لهم بالنصر والثبات، والتسابق على اي عمل أو اللحاق باي دعوة تهدف إلى نصرة غزة او تعبر عن مشاعرنا تجاه قطاع محاصر يتعرض لإبادة جماعية .
فما يكاد يخلو يوم من مظاهرة او مسيرة غاضبة او ندوة ومحاضرة تناقش قضايا ومحاور عملية طوفان الأقصى او آثار العدوان السياسية والاقتصادية على المنطقة، لتجد معها السياسيين والخبراء يطرحون سيناريوهاتهم وتحليلاتهم في حالة أقرب الى التوحد والتشابه وسط تفاعل واشتباك بين الحضور والمحاضرين الذين يتفقون على نصرة غزة وقصص صمودها وبطولات أهلها.
فاي دعوة لها علاقة بغزة، مهما كان نوعها او شكلها فإنها لا تجد عندنا الا قبولا وتفاعلا دون النظر الى النتائج والمآلات حتى المقاطعة على الرغم من أثرها وما اوقعته من ضرر على الاقتصاد الوطني وجدت مشاركة واسعة من قبل المواطن الأردني الذي أعلن موقفه منذ اللحظة الأولى للعدوان على غزة بأنه مع المقاومة الفلسطينية بشكل ولون واحد دون شروط او قيود .
ولم يقف الامر عند المقاطعة فقط حيث وجدت الدعوة إلى الإضراب امس تجاوبا ايضا.
وهذا الامر او الموقف لم يقف عند الشارع فقط بل توحد مع الحكومة والنظام السياسي الذين رسموا معا لوحة فسيفسائية واحدة اشتركوا بها جميعا واصبحت الشغل الشاغل للجميع دون مزاودة او مواربة فلا هم لنا ولا قضية امامنا الان، غير ما يحصل لغزة منتظرين ساعة الفرج ووقف العدوان الإسرائيلي ونصرة المقاومة الفلسطينية التي سطرت قصصا في الصمود قل نظيرها ولم نسمع مثلها في التاريخ .
نعم اننا جميعا متوحدون مع غزة والفلسطينيين الذين يتعرضون لإبادة جماعية بهدف اعادة موجات التهحير القسري واخراجهم من وطنهم وارضهم التي احتلتها إسرائيل بعد وعد بلفور المشؤوم وما فعلوا سابقا في عامي 48و 67 من القرن الماضي.
لكن علينا ان لا ننسى ان وحدتنا الوطنية واستمرار الحياة عندنا ودوران عجلة الاقتصاد والمضي في العمل والتخطيط هي قوة لنا ودعم لغزة وفلسطين لان الضعيف وقليل الحيلة لا يستطيع أن يعمل شيئا او يخدم غيره .
فمن لا يملك او يحتفظ بأوراق ضغط لا يستطيع أن يقدم شيئا لنصرة فلسطين وغزة .
فعلينا ان نبقى اقوياء بالمعنويات وان نستمر بعملنا وحياتنا وان لا يدخل اليأس إلى نفوسنا وقلوبنا حتى لا نضعف ونخسر كل شيء.