جفرا نيوز -
جفرا نيوز - بقلم عبدالحافظ الهروط
داهمتنا الحرب على غزة بكل أشيائها البشعة، قتل وتدمير وتجويع وتنكيل ، لم يترك فيها العدو الصهيوني أي مجال للتفكير، ولكنه ترك التساؤل:
هل هذا الجيش من فصيلة البشر؟!، أم هو لا عقل ولا قلب له، حال السلاح الذي يملك الحمم النارية التي يطلقها على المدنيين بعد أن عجز عن أسر أو إسكات مقاوم واحد؟!.
ولكن مثل هذا السؤال، هو الذي دفع كاتب هذه السطور ليتوجه إلى نائب رئيس الوزراء الأسبق، الوزير السفير لمرحلة طويلة، د. مروان المعشر ، بعد انتهائه من محاضرته بدعوة نقابة الصحفيين، عن حرب غزة:
أين ذهبت المليارات العربية دون أن يكون للعرب إعلام يخاطب الغرب لدحض كل ما ألصقوا بالأمة من تشويه لقضاياها، ولجم المأفون نتانياهو عن تصدير كذبه وعدم تصديق العالم للرواية الاسرائيلية؟!
ابتسم وكان رده"معك حق في طرح السؤال.. يفترض أن يكون هذا، ولكنه يحتاج إلى إرادة سياسية عربية موحدة"
واتبع الإجابة بدعابة بأن ( الرأي)…. !!فقلت هذه مسألة أنت أعلم بها، وقد كنت وزيراً للإعلام، وانتهى الحديث.
وعندما نقول داهمت الحرب غزة، بكل أشكال البشاعة والإجرام الاسرائيلي الذي تجاوز الإجرام النازي، وكأن العرب هم الذين أحرقوا اليهود، إذ كان على الأمة أن تتعظ من اللامبالاة وهي تتخذ من الإعلام الاستهلاكي والشكلي البث كل الوقت دون أن يخدم قضاياها وشعوبها حتى يخيّل للغرب بأن الأمة هي التي تفتعل الحروب وتحتل بلدان العالم وتقتل الأطفال والنساء والشيوخ، في حين أن العرب هم من عانوا ويلات واستعباد الاستعمار ، وها هي فلسطين ما تزال تحت الاحتلال، منذ نحو ثمانية عقود.
المطلوب من الأمة العربية والإسلامية أن تبدأ بتدشين فضائيات وإذاعات ومواقع تواصل إعلامية عابرة للقارات، ليس مجرد أرقام ، كما هي عليه حالياً، وإنما إعلام يقوده سياسيون ومحترفون في الشأن الإعلامي، لا يقوده طبّالون، يمجدون الشخص الواحد، وكأن الأمة قدرها أن تظل أسيرة لا تقدّم لها إلا بوجود "القائد الملهم".
إن التضييق على حرية الكلمة، ونشر كل هذا الطمم من الأخبار والتصريحات والتحليلات والتعليقات، وحرْف الإعلام عن رسالته وتوجيهه الى أمور كالتي نشاهدها ونسمعها ونقرؤها، كل هذا، هود الهدم بعينه، وهو الذي جعل الإعلام الصهيوني الكاذب يستولي على العقول في الخارج، قبل أن تكشف الحرب على غزة الحقائق، جراء ما ارتكبه الجيش الاسرائيلي من فظائع، لم يشهدها بشر وحجر وشجر في كل العصور .