النسخة الكاملة

منتصر و مهزوم

الأربعاء-2023-11-22 10:50 pm
جفرا نيوز -
جفرا نيوز- كتب: بلال حسن التل

  انشغل العالم خلال الأيام القليلة الماضية بانباء المفاوضات التي كانت تجري بواسطة أكثر من جهة إقليمية و غربية، بين  المقاومة الإسلامية في قطاع غزة وبين  العدو الاسرائيلي لتبادل الأسرى و للوصول إلى ما اسموه هدنة إنسانية مؤقته،وإدخال المساعدات إلى قطاع غزة، وبصرف النظر عن نتائج المفاوضات، فانها شكلت حتى لو  فشلت انتصارا للمقاومة وهزيمة للعدو لإسرائيلي، ذلك أن هذا العدو اعلن هو ورعاته وعلى رأسهم البيت الابيض أن هدف العدوان هو القضاء على المقاومة الإسلامية ،  لكنهم في النهايه اضطروا للمفاوضات مع معها عبر وسطاء، وأكثر من ذلك فإن كل المعلومات التي كانت تتسرب عن سير المفاوضات، بالإضافة إلى تصريحات بعض المتحدثين بلسان المقاومة كانت تؤكد ان المقاومة هي التي تفرض شروطها، حتى أن نتنياهو اعلن رسميا انه لجاء إلى الرئيس الأمريكي بايدن للتدخل لدى الوسطاء للطلب من حماس تخفيف شروطها.
  سير المفاوضات ونتائجها أكدت سقوط اول هدف من أهداف العدوان وهو القضاء على حماس، فبدلا من ذلك اجبر العدو الخضوع والتفاوض مع حماس عبر وسطاء، وتسابق قادته ورعاته للإعلان عن قرب الوصول إلى اتفاق مع حماس، بدلا من الإعلان عن نهايتها!.
 اعلان التوصل إلى اتفاق مع المقاومة في غزة يعني سقوط الهدف الثاني للعدوان الاسرائيلي وهو تحرير اسراه بالقوة، وهو ما فشل فيه فشلا ذريعا، فاضطر للخضوع لشروط المقاومة لتبادل الأسرى!.

هدف ثالث من الأهداف المعلنة للعدوان، يمثله اعلان الاتفاق بين المقاومة والعدو الاسرائيلي هو أن العدو كان يعلن بصورة يومية انه لن يكون هناك اي شكل من اشكال الهدنة قبل تحرير اسراه بالقوة والقضاء على المقاومة، وهاهو يجبر على قبول اول هدنة ويجبر على تبادل الأسرى مع المقاومة!. 
 هدف اخر من الأهداف المعلنة للعدوان الاسرائيلي على قطاع غزة التي اسقطها اعلان الاتفاق بين المقاومة الإسلامية والعدو، هو تبجح العدو بأنه لن يسمح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة قبل القضاء على المقاومة، وهاهو يجبر على إدخال هذه المساعدات بما فيها الوقود من خلال الخضوع لشروط المقاومة!. 
 كما قلنا في بدابة معركة طوفان الأقصى، انها لن تكون معركة التحرير النهائية، لكنها معركة تحول كبرى في حرب تحرير فلسطين، كذلك فان الاتفاق الذي تم عبر وسطاءبين المقاومة وبين العدو الاسرائيلي، هو خطوة على طريق السقوط النهائي لهذا العدو ِبعد انصار واضحا من هو المنتصر ومن هو المهزوم.
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير