جفرا نيوز -
جفرا نيوز - بقلم د. عبدالحكيم القرالة
حملت زيارة سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني إلى مدينة العريش المصرية ومرافقته للكوادر الطبية على متن طائرة عسكرية للوقوف مباشرة على جاهزية المستشفى الميداني الأردني الثاني، وتأمين إرساله ووصوله إلى غزة؛ دلالات ورسائل كبيرة ومهمة في إطار دعم لا محدود للاشقاء الفلسطينيين، يعكس ثبات وقوة الموقف الأردني الداعم لصمودهم.
وصول ولي العهد كأول مسؤول عربي إلى مدينة العريش المصرية في ظل هذه الظروف الاستثنائية والحساسة أمنياً وميدانياً دلالة أكيدة على قوة وصلابة الموقف الأردني الثابت وعلى الدوام من قضيته المركزية؛ والقائم على إسناد ودعم الاشقاء في غزة بكل السبل والإمكانات، كما وتعكس لحمة الشعبين التي تترجم دوماً بفزعة أردنية لا تتوقف للشقيق للفلسطيني، وتدعم صموده على أرضه للوقوف بوجه كل مخططات التهجير القسري.
رسائل مهمة؛ زماناً ومكاناً أبرقت بها زيارة سموه إلى «العريش» لكافة الأطراف، بأن الأردن سيبقى مستمراً في جهودة الرامية لكسر الحصار الذي تتعرض له غزة، وتقديم العون الطبي والإنساني مهما كانت التحديات، كثابت جوهري للدبلوماسية الأردنية بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني؛ قوامها موقف واضح لا لبس فيه، بأن ما يجري في غزة لا يمكن السكوت عليه، وعلى الجميع أن يتحمل مسؤولياته بالإيقاف الفوري للعدوان وضمان وصول المساعدات بشكل مستدام وكاف.
مرافقة سموه لنشامى القوات المسلحة وهو يرتدي بزته العسكرية ترسل برسالة قوية بأن الأردن قيادة وجيشاً وشعباً لن يتركوا الإخوة الفلسطينيين وحدهم في ظل هذه الظروف الكارثية، وسيظل بذات العزم والحزم إلى أن ينال الاشقاء حقوقهم المسلوبة وفي ظل ما يتعرضون له من إجرام.
يوماً بعد يوم يُبرهن الموقف الأردني الشجاع ثباته وقوته وتقدمه عندما يتعلق الأمر بفلسطين وعدالة قضيتها، خصوصاً في هذا الظرف المفصلي والخطير، إذ هب بكل ما أوتي من قوة مسخراً امكانياته على الصعد كافة؛ وصولاً لإيقاف العنف وضمان إيصال المساعدات وكفايتها للتخفيف من وطأة الكارثة الإنسانية التي يتعرض لها الاشقاء في غزة.
رسائل مهمة ودلالات كبيرة لوصول الأمير الهاشمي إلى العريش برفقة المستشفى الميداني ومخاطبته رفاق السلاح بكل عزم وقوة ومعنوية عالية تعانق السماء، بأن هذا الواجب المقدس ليس منة بل واجب الاشقاء علينا بنصرتهم وإعانتهم وإسنادهم في هذه الظروف القاهرة..
ردة فعل الغزيين وقت استقبال القوافل التي حملت تجهيزات المستشفى الميداني رفعت الحالة المعنوية، وعبرت بعفوية عن فخرهم واعتزازهم بأن لهم أشقاء لن يتركوهم وحيدين في ظل ما يواجهوه من ظروف إنسانية كارثية.
سيظل الأردن قيادة وشعباً السند والعزوة للاشقاء الفلسطينيين مهما كلف الثمن وصولاً لرفع المحنة عنهم وإيقاف هذا العدوان وفتح أفق سياسي مستقبلي قائم على إعادة احياء عملية السلام، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على التراب الوطني الفلسطيني.