النسخة الكاملة

الجهدُ الملكي في وقفِ العدوان الإسرائيلي

الثلاثاء-2023-11-14 12:50 pm
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - إعداد: الدكتور عادل محمد القطاونة

ما بين زياراتٍ ميدانية ولقاءاتٍ دولية، إجتماعاتٍ مع قيادات عربية وأجنبية، إتصالاتٍ هاتفية إقليمية وعالمية، توجيهاتٍ لتوفير كافة الإمكانات الطبية والإنسانية للمستشفيات الميدانية على الأرض الفلسطينية، وإصدارِ الأوامر بإرسال طائراتِ شحن عسكرية أردنية لتعزيز القدرات من معدات ومستلزمات لتغطية الحاجات وتعزيز القدرات في إستمرار الخدمات العلاجية للمرضى والجرحى في غزة، وفي نظرة واضحة وإجراءاتٍ كاملة وقراراتٍ عاجلة إستطاع الملك عبدالله الثاني أن يحقق العلامة الفارقة في التعامل الأمثل مع القضية الفلسطينية، مبيناً أسباب الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وفقدان الإستقرار الأمني، واضعاً الحلول الكفيلة بالخروج من الجمود السياسي ووقف القصف الإسرائيلي على المواطن الفلسطيني.

الملك ومنذ اليوم الأول من حرب غزة، وتحديداً منذ السابع من تشرين الأول العام الجاري، قام بالعديدِ من اللقاءات مع قياداتٍ عربية في كلٍ من: السعودية، مصر، الإمارات، قطر، البحرين، كما وإلتقى عدداً من قيادات الدول في: ألمانيا، فرنسا، بلجيكا، إيطاليا و بريطانيا.

 وأجرى العديد من الإتصالات الهاتفية مع القيادات: الأميركية، التركية، النرويجية والهولندية، ومع بعض القيادات العربية، كما والتقى القائمينَ على عددٍ من المنظمات الإقليمية والعالمية كرئيس المفوضية الأوروبية وأمين عام حلف شمال الأطلسي (الناتو) والذين كان لهم نصيبٌ من الجهد الملكي في محاولة جادة من الملك عبد الله بتوجيه الرأي الدولي بأهمية الحل الجذري للملف الفلسطيني عبر تطبيق الشرعية الدولية، وتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 242 والذي ينصُ على إنسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967.

لقد جاء الرفضُ الملكي لأي محاولة للفصل بين الضفة الغربية وقطاع غزة واضحاً وحاسماً، مؤكداً أنهما امتدادٌ واحد للدولة الفلسطينية الواحدة، وأن أي محاولة لتصفية القضية الفلسطينية على حساب الشعب الفلسطيني أو الدول العربية غير مقبول نهائياً، وأن أي فكرة تتعلق بالتهجير القسري للفلسطينيين لا يمكن قبولها تحت أي مسمى أو غاية.

لم يدخر الملكُ الأردني جهداً بضرورة العمل لوقف إطلاق النار في غزة وحماية المدنيين، وأهمية إحترام القانون الدولي الإنساني، وضمان إيصال المساعدات الإغاثية والدوائية إلى قطاع غزة ودعم المنظمات الدولية العاملة هناك، وقبل الأحداث الأخيرة وفي عشرات الخطابات واللقاءات المحلية والدولية كانت خطاباته لا تخلو من أهمية حل القضية الفلسطينية بشكل جذري وفوري على أساس حل الدولتين.

لقد حذر الملك عبدالله الثاني من مرحلة اللاعودة والإنزلاق نحو حرب إقليمية جراء التدهور الخطير في غزة، وتوسع دائرةِ الصراع في منطقة الشرق الأوسط، وبيّن في أكثر من مناسبة إلى أن الحلول العسكرية والأمنية لن تنجح في إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي!

أخيراً وليس آخراً، وكما قال الملك عبد الله الثاني "الجميع يدفع اليوم ثمن غياب حل سياسي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي" فإنعدام وجود رؤية شمولية للأمن الإقليمي مبنية على أساس حل الدولتين وفق الشرعية الدولية هو المفتاح الوحيد للخروج من الأزمة السياسية الراهنة؛ اسرائيل لن تنعم بالإستقرار والأمان ما لم تأخذ بما ينادي به الملك عبد الله الثاني منذ سنوات في الكثير من اللقاءات والخطابات والمؤتمرات، ونادى به قبل ذلك والده الملك الراحل الحسين بن طلال رحمه الله، الذي وضع العالم أجمع أمام تحدٍ حقيقي في وجود سلام شمولي يكفل للفلسطينيين العيش على أرضهم والصلاة في مساجدهم وكنائسهم والنوم في بيوتهم والتجول في شوارعهم، بحرية وطمأنينة بعيداً عن التفتيشات الأمنية والحركات الإستفزازية، وعن المضايقات العنصرية والتهديدات الشخصية!
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير