جفرا نيوز -
جفرا نيوز - بقلم نسيم عنيزات
ان حالة الصمود التي سطرها أهالي غزة والانتصارات التي حققتها حركة حماس في مواجهتها للابادة الجماعية التي تشنها دولة الاحتلال الإسرائيلي منذ ما يقارب 40 يوما تقريبا تشكل دافعا للأمة العربية نحو استدارة جديدة في التعامل مع العدوان وداعميه.
هذا الصمت الذي تمارسه بعض الدول العربية أعطى دولة الاحتلال فرصة في التماهي بعدوانها وشن هجماتها ومحاصرتها للمستشفيات دون ان يرتجف لها جفن او تحسب اي حساب، خاصة بعد ان حصلت على الضوء الأخضر من الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوربية التي تتخذ موقفا مساندا وداعما للعدوان وتدفعه نحو المزيد من القصف والحصار ضاربة عرض الحائط بكل المواثيق الدولية والقيم الاخلاقية والإنسانية.
وما يدفع إلى استدارة عربية واتخاذ موقف أكثر حزما غير الصمود الحمساوي والغزاوي الذي يواجه حربا غير متكافئة عبرت عنها دول الغرب بدعمها غير المحدود وغير المفهوم ايضا هو اتساع دائرة الصراع التي اخذت تتسع شيئا فشيئا عن طريق حزب الله الذي اخذ يكثف هجماته ويرفع وتيرة قصفه لبعض الاهداف الإسرائيلية.
ولا ننسى ايضا الفصائل الفلسطينية الموجودة في لبنان التي اشتركت في الحرب منذ وقت ، الامر الذي لن يتم لو لم يكن هناك موافقة وضوءا أخضر من حزب الله الذي يسيطر على الجنوب اللبناني.
وبموازاة ذلك هناك هجمات بالطائرات المسيرة وغيرها من الأسلحة التي يشنها الحوثيون وبعض الفصائل المحسوبة على إيران على أهداف امريكية في سوريا والعراق والبحر الأبيض المتوسط .
الامر الذي ازعج الولايات المتحدة التي لا ترغب بتوسيع دائرة الصراع وتسعى إلى حصرها داخل قطاع غزة المحاصر والقابع تحت هجمات إسرائيلية مستخدمة اشد انواع الأسلحة فتكا.
ومع تحرك الداخل الفلسطيني الذي ازدادت وتيرته حيث يواجه حصارا وبطشا إسرائيليا يعطينا صورة أوضح لدراسة الواقع وقراءة أوراقه بشكل أكثر دقة من ذي قبل .
خاصة و أن دولة الاحتلال الإسرائيلي لن تتمكن من تحمل تكلفة هذا التصعيد كما ان سكانها الذين يعيش بعضهم في الملاجئ لا يتحملون حربا طويلة خاصة بعد ان اخذت المظاهرات تعم شوارع تل أبيب مطالبة بالاسرى .
اما العامل الاخر والذي لا يقل أهمية عن سابقيه تغير الرأي العام العالمي الذي اخد يطالب بوقف الحرب من خلال مظاهرات مليونية عجت بها شوارع لندن وواشنطن وفرنسا وغيرها من العواصم والمدن الأوروبية والعالمية. وقد اخذت إسرائيل تدرك ان الوقت بدأ ينفذ وأنه ليس في صالحها مما دفعها لزيادة عملياتها الابادية وقتلها للمدنيين ومحاصرتها للمستشفيات بغية الحصول على صفقة اقل كلفة او اخضاع حماس قبل ان تُجبر أمريكا على دفعها على وقف الحرب خشية على قواتها وقواعدها في المنطقة التي تتعرض لهجمات واستهدافات كما أشرنا سابقا التي في حال استمرارها واتساعها فان هذا سيكلف بايدن وادارته المعركة الانتخابية الرئاسية القادمة في كانون اول من العام القادم.
فاذا ما تم الاستفادة من كل هذه الظروف وتدعيم الضغوط على دولة الاحتلال التي تواجه أكثر من جبهة بموقف عربي حاسم وحازم فان ذلك سيجبرها -اي إسرائيل- حتما على الخضوع ووقف إطلاق النار والجلوس الى طاولة المفاوضات التي ستفضي في النهاية لتحريك العملية السياسية فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وتقديم تنازلات كانت مرفوضة او من المحروقات في القاموس الإسرائيلي.
وعلينا ان ندرك بأن حماس ليست خصما او عدوا عربيا بقدر ما قدمت فرصة للأمة العربية لوقف العنجهية الإسرائيلية وحصول الفلسطينيين على حقوقهم التي يواصلون النضال من اجلها منذ أكثر من 75سنة .