جفرا نيوز -
جفرا – د. محمد أبو بكر
ليست المرّة الأولى التي يتطرّق فيها السياسي المخضرم ورئيس الوزراء الأسبق طاهر المصري من الأطماع الصهيونية الخبيثة تجاه الأردن ، وكذلك الحرص من محاولات حثيثة للعبث بأمنه واستقراره .
فالمصري الذي تحدّث أول من أمس السبت في ضيافة الجمعية الأردنية للعلوم والثقافة من المطّلعين على الفكر الصهيوني ، والذي يجب علينا جميعا إعادة قراءته من جديد ، خاصة وأننا نعيش أحداثا غير مسبوقة ، وحربا صهيونية على الشعب الفلسطيني في كل من قطاع غزة والضفة الغربية .
المصري أشار بأنّ الأردن سيبقى حصنا منيعا في وجه كافة مخططات العدو مع تأكيده على أهمية صلابة الجبهة الداخلية ، وهذا مفصل مهم ، لأنه الرادع الحقيقي لأية أطماع ، سواء كانت من العصابات الصهيونية الحاكمة في تل أبيب أو من أي جهة أخرى .
وحين يتحدث المصري في الشأن الفلسطيني مرفقا بالحالة الأردنية الملازمة له ، يجدر بنا التعاطي مع ذلك بروح المسؤولية ، والحرص على تمتين الجبهة الداخلية ، فالفكر الصهيوني واضح باتجاه الأطماع في كل من الأردن وفلسطين ، حيث يقول نصّا .. للنهر ضفتان ؛ هذه لنا ، والضفة الثانية هي لنا أيضا ، والمقصود هنا شرق النهر أي الأردن ، وبالتالي يجدر بالأردنيين والفلسطينيين التنبّه للأخطار القادمة من العنصريين الفاشيين في تل أبيب .
منذ قيام كيان الإحتلال قبل خمسة وسبعين عاما ، وهو يسعى باتجاه إكمال مهمة التهجير للفلسطينيين ، وترى الحكومة الحالية في هذا الكيان ، بأنّ الفرصة المتاحة حاليا هي الأنسب والأفضل لاستكمال هذا المخطط ، وبالتالي تعمد حكومة الإحتلال وجيشها على فعل ذلك في قطاع غزة من خلال الحرب الإجرامية ضد الشعب الفلسطيني ، وارتكاب المجازر بأبشع صورها ، ومن ثمّ الإنتقال إلى الضفة الغربية وممارسة نفس السياسة الهادفة لتهجير الشعب الفلسطيني واقتلاعه من أرض آبائه وأجداده .
القضية الفلسطينية هي قضية كل أردني ، وما يجري اليوم في غزة بات الحدث والحديث عند كافة أبناء الشعب الأردني ، والذي يدرك أهداف الصهاينة الخبيثة في كل من الأردن وفلسطين ، غير أن تلاحم الشعب الواحد عبر ضفتي النهر قادر على لجم قادة اليمين الصهيوني ، والذين وجدوا أنفسهم اليوم يغوصون في رمال قطاع غزة ، حيث أثبتت المقاومة الفلسطينية وهمية الجيش الذي كان لا يقهر ، وأثبتت أيضا ضعف المنظومة العسكرية والإستخباراتية الصهيونية ، كم جاء في حديث طاهر المصري .