النسخة الكاملة

"العماليق والإبادة".. رسائل في خطابات القادة الصهاينة

الثلاثاء-2023-11-13 12:40 pm
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - تمر على الجميع بعض المصطلحات التي يطلقها عدد من قيادات الكيان الإسرائيلي قد لا تصل مباشرة إلى الجمهور المستمع على اختلاف الثقافات لاسيما ممن لايملك أدنى فكرة عن استخدام الصهاينة الكتب الدينية كشحذ للهمم من أجل حماية امن إسرائيل المزعوم ضمن روايات تاريخية زرعوها في كتبهم الدينية المزيفة وفي عقول أبنائهم من السنين الأولى مثل «العماليق وأبناء النور وابناء الظلام ويشوع بن نون». 

رسائل مبطنة وموجهه للجنود المتجهين إلى غزة على لسان قيادات هذا الكيان ليعلموا خارطة الطريق لحربهم.

وبحسب المؤرخين «العماليق» صاروا تمثيلاً لذروة الشر في التقاليد اليهودية، ولأجل هذا استخدم الحاخامات وغيرهم من العوام مصطلح «عماليق» للتعبير عن الشعوب التي تُهدِّد الوجود اليهودي.

وعلى الرغم من أن هذه الحقبة التاريخية مشكوك فيها الا انها تعتبر جزءا من تاريخهم وموروثهم، حيث يروجون ان العماليق شعب في جنوبي أرض كنعان وصحراء النقب، كانوا معادين لإسرائيل في المراحل الأولى من تاريخ إسرائيل.

هذه القصص الدينية سيعيها الجنود بل كل الشعب وعنوان كل ذلك « ابادة الأعداء « ومنحهم صك الشرعية في ابادة الفلسطينيين بتذكيرهم بما ورد في كتبهم الدينية حيث قال رئيس وزرائهم عليكم بتذكر ما فعله العماليق بالإسرائيليين.

دعوة مبطنة لجنود الاحتلال ان اقتلوهم دون شفقة ورحمة أو لنكرر تاريخ يوشع بن نون، و تنفيذ عملية إبادة جماعية تؤدي لإبادة غزة والقضاء عليها كمجتمع.

ففي كتاب صموئيل، الفصل 15، تقول الآية 3: «والآن اذهب واضرب العماليق وحرموا كل ما لهم ولا تعفوا عنهم.
بل اقتلوا على السواء الرجل والمرأة، الطفل والرضيع، بقراً وغنماً، جملاً وحماراً»و التحريم بلغتهم تعني الابادة.
موقع Medium الأمريكي اتخذ هذه الآية ليبين كيف يفكر مسؤولو الكيان على مدار التاريخ ويشير إلى الموقف الحقيقي من الفلسطينيين والابادة للشعب الفلسطيني التي تطول النساء والأطفال منذ عام 1947، وذلك استناداً إلى كتبهم الدينية المزيفة 
ويقارب الموقع بينهم وبين «داعش»في طريقة حروبهم وتفكيرهم.

اما يوشع بن نون الذي أشار إليه نتنياهو في خطاباته فهم من وصفهم بأبطال إسرائيل التاريخيين على مدار ثلاثة آلاف عام.

وحسب ما تذكره كتبهم عن يوشع أنه عند اقتحامه أرض كنعان -فلسطين التاريخية- مع جيشه من بني إسرائيل، لم يُبقوا عِرقاً ينبض بالحياة في كل المدن التي اقتحموها.

فبعد أن أخذوا أريحا «حرَّموا كل ما في المدينة من رجل وامرأة، من طفل وشيخ، حتى البقر والغنم والحمير، بحد السيف.. وأحرقوا المدينة بالنار مع كل ما بها».

وكذلك فعلوا بـ»عاي» التي يحكي النص أن «يشوع» أحرقها «وجعلها تلاً أبدياً خراباً.

اختصاصي القانون الدولي والاسرائيليات حمدان المفضي قال ، إن خطابات نتنياهو منذ بدء الحرب على غزة 
وتحديدا الحرب البرية تضمنت موروثا يدعو إلى الموت والقتل والدمار، مبينا ان هذا ما يرسخه الكيان الإسرائيلي منذ تشكيله فهو شكل ليكون في فلسطين فقط دون غيرها.

وأضاف ان خير دليل على ذلك ما قاله الحاخام «مانيس فريدمان» حول الطريقة المثلى لتعامل اليهود بفلسطين المحتلة مع جيرانهم من العرب حيث قال انا لا أومن بالأخلاقيات الغربية، مثل الحذر من قتل المدنيين أو الأطفال وعدم المساس بالمساجد والكنائس وعدم الاقتراب من المقابر انا ارى ان الطريقة الوحيدة هي الطريقة اليهودية: دمِّر أماكنهم المقدسة، واقتل رجالهم ونساءهم وأطفالهم وقال هي القيم الدينية لدينا التي ستجعل الإسرائيليين «النور الذي يشع للأمم التي تعاني الهزيمة بسبب هذه الأخلاقيات (الغربية) المُدمِّرة التي اخترعها الإنسان».

وأشار المفضي الى ان هذه عقيدة استئصالية لديهم لكل من يختلف عنهم عقائديا بناء على أساطير دينية وضعوها بأيديهم.
وقال هذا ما ينشئوا عليه أطفالهم وهذا ما يوجد في مناهجهم حيث بين استقصاء على ما يقارب الـ 1000طالب وطالبة في المرحلة الثانوية لمعرفة أساطير يوشع وكيف هي في تفكيرهم، وقد وجد الاستقصاء أن نحو 80 % من الطلاب و افقوا على صِحَّة ما هو منسوب إلى «يشوع» في أريحا ومكيدة، بينما رأى 38 % منهم أن على الجيش الإسرائيلي تكرار الإبادة نفسها بالقرى العربية التي يدخلها.

وتؤكد خبيرة النزاع المسلح والقانون الدولي الدكتورة ماري الطويل ان معظم قادة الكيان يقدمون نفسهم على انهم نقطة التقاء بين الصهيونية العلمانية البراغماتية، وبين الصهيونية الدينية المتطرفة بل يقدم نفسه للعالم أنه ضد اليمين المتطرف الا ان تاريخ الكيان يشير الى أنهم جميعا يمينيون متطرفون.

وقالت الطويل هذه الحرب كشفت الكثير من قناعاتهم وردتهم جميعا إلى بؤرة التطرف وما ورد في خطاباتهم دليل واضح على ذلك ولكن لابد أن نعلم أن الكيان ينشىء الأجيال على هذه القصص بل هي جزء من تاريخهم وموروثهم، وهذا ما قام عليه الكيان وهو ما تحارب من أجله إسرائيل فهي تقاتل من أجل « يهودية الدولة « مخططها ليس دفاعا عن النفس ابدا هو ابادة للشعب الفلسطيني ولا تريد أن ترى احدا ينطق بالضاد، تريد أرضا خالية من الفلسطينيين والا الابادة هي الحل.


الدستور 
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير