جفرا نيوز -
جفرا نيوز - بقلم نسيم عنيزات
بالتزامن مع القمة العربية الأفريقية التي عقدت في العاصمة السعودية الرياض امس زادت دولة الاحتلال من همجيتها وحربها البربرية التي تشنها على قطاع غزة منذ اكثر من 36 يوما باستهدافها للمستشفيات بعد ان أجهزت على المدارس ودمرت المباني وقطعت الطرقات على الناس الهاربين من لهيب القصف وحمم القنابل، وكأنها تقول ماذ انتم فاعلون في قمتكم وانتم تمثلون ربع سكان العالم.
ومع اننا كنا نعتقد ان تأتي القمة بجديد بقرارات توازي غضب الشارع العربي او على الاقل باجراءات فاعلة تشعر إسرائيل بأن الصبر قد نفد وان المبررات والحجج لم يبق لها سوق او من يبتاعها.
ان الابادة الجماعية التي تمارسها دولة الاحتلال وحصارها الخانق على أهل غزة باستخدامها اشد الأسلحة فتكا قد أتت على الأخضر واليابس ولم يسلم منها البشر او الحجر في غزة، فإنها تحمل رسائل إلى الأمة العربية في قمتها الثانية بأنه ما عساكم فاعلون، وانتم تسمعون عويل الأطفال وصرخات الأمهات واستغاثة النساء التي سمعها من كان به صمم ورآها الاعمى قبل البصير.
هل كانت غزة والشارع العربي ينتظرون خطابات ام كانوا ينتظرون رشفة ماء تسد رمق الأطفال او رغيف خبز يسد جوعهم او برميلا من وقود يزيل عتمتهم المرعبة التي تقتلهم كل يوم قبل صواريخ وقنابل العدو.
الساعات التي سبقت القمة من حرب وقتل وتدمير توقعنا ان تدفعها نحو الغضب والخروج عن المألوف، بالرد على دولة الاحتلال وهمجيتها باجراءات وقرارات جديدة غير عبارات الغضب والاستنكار ، تقول لإسرائيل كفى، بعد ان وضعتينا بموقف صعب امام شعوبنا الغاضبة التي تهتز الشوارع تحت اقدامها كل يوم.
او توجيه سؤال مباشر إلى دولة الاحتلال عن هدفها من هذه الابادة الجماعية التي تقترفها بحق شعب اعزل لا يملك رشفة ماء او حبة دواء.
ان الجرائم التي ترتكبها دولة الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ اكثر من 36 يوما لو حدثت في دولة أو منطقة غير العربية لقامت الدنيا وما قعدت ولتحركت الاساطيل والبوارج الحربية بحجة القوانين والمواثيق الدولية التي لا يوجد بقواميسها اي تفسير او تعريف لدولة عربية بعد ان استباحها وسفك دماءها واحل ذبحها الكل.
فاي عجز نحن فيه ؟ امام قتل الأطفال وصرخات النساء اللواتي لا يطلبن تحريك البوارج او توجيه الصواريخ ؟ لانهن يشعرن ويعلمن عجزنا وقلة حيلتنا بل يطلبن هدنة وممرا انسانيا آمنا ، يسمح بمرور الطعام والشراب والدواء ، أملا بيوم آخر من الحياة التي أصبحت لا تطاق.