جفرا نيوز -
جفرا نيوز - كتبت: نيفين عبد الهادي
يقفون على جبهة المواجهة رأس حربة، يقفون ناقلين للحقيقة، وشاهدين عليها، غير قلقين على أنفسهم، ولا على أرواحهم، لا يفكرون سوى بأن يكونوا العين الحقيقية لنقل الواقع، وتفاصيل جرائم ومجازر إسرائيل على الأهل في غزة، مواجهين كل أشكال المجازفة والمغامرة لإيصال الحقيقة الفلسطينية والرواية الصحيحة للعالم، إنهم الصحفيون في غزة المستهدفون الذين لم يمر أي يوم منذ السابع من تشرين الأول الماضي ولم يستشهد أحدهم أو يستشهد عدد من أفراد أسرهم.
وفي متابعة صحفية خاصة حول واقع العمل الصحفي في غزة، بعدما تم نزوح العدد الأكبر من الصحفيين والإعلاميين، وبقاء عدد بسيط منهم شمال غزة، بدا واضحا أنه خلال الأيام الماضية كانت مهمة الصحفيين في غزة هي الأصعب، وبالأمس تحديدا تعرض الصحفيون إلى قصف صاروخي مباشر من جيش الاحتلال الإسرائيلي استهدف أربعة صحفيين هم: محمد أبو عرب ومحمود سلامة وعبد الله عليه وعبود سلامة خلال تغطيتهم الاحداث في محيط المستشفى الإندونيسي شمال غزة، وفق ما كشفته نقابة الصحفيين الفلسطينيين.
وفي إطار الحرب الإسرائيلية على الصحافة الفلسطينية تعرض الموقع الرسمي لنقابة الصحفيين الفلسطينيين لهجمات سيبرانية منذ مساء أمس الأول، ويعمل مختصون من اجل وقفها ومعرفة مصدرها واعادة الموقع للعمل، واعتبرت النقابة ان هذا استهداف متعمد للجهد الذي تبذله النقابة عبر موقعها في تعرية الاحتلال وجرائمه بحق الصحفيين وعموم ابناء شعبنا.
من جانبها، حذرت نقابة الصحفيين الفلسطينيين منذ ساعات صباح أمس من مجزرة قد تقع بحق الصحفيين المتواجدين في محيط مستشفى الشفاء بمدينة غزة .
وبحسب رئيس لجنة الحريات بالنقابة محمد اللحام في تصريح خاص لـ»الدستور» فقد فقدت النقابة الاتصال بعشرات الزميلات والزملاء ممن يغطون العدوان الإسرائيلي على محيط مستشفى الشفاء، مبينا ان محاولات عديدة من النقابة للتواصل دون اي تجاوب من اي زميل او زميلة ممن بقوا حتى ظهر الجمعة في محيط المستشفى مما ينذر بخطر شديد يتهدد حياة الزميلات والزملاء ويجعل مصيرهم مجهولا حتى اللحظة .
وطالب اللحام طواقم الصليب الاحمر والمنظمات الدولية المتواجدة في غزة بالتدخل وتوفير الحماية للصحفيين في ظل تصاعد استهدافهم والحملات التحريضية المسعورة عليهم.
من جانبه، كشف نائب نقيب الصحفيين عمر نزّال في حديث صحفي خاص أن الوضع سيء جدا في قطاع غزة، وكافة الصحفيين مشاريع شهداء، وهناك استهداف كبير لهم كونهم الشاهد الوحيد الآن على جرائم الاحتلال الإسرائيلي في غزة، لافتا إلى أن نقابة الصحفيين الفلسطينيين تتابع أوضاعهم وتزودهم بكافة الاحتياجات اللازمة لهم كالطعام وحُزم الإنترنت والخيم، لكن هناك مشكلة كبيرة باتت تواجه النقابة في الاتصال مع عدد من الصحفيين تحديدا في شمال غزة.
ولفت نزّال في حديثه إلى أن أربعة صحفيين تعرضوا أمس لقصف صاروخي، وفي ذلك استهداف حقيقي للصحفيين تحديدا العاملين في المناطق الأكثر تعرضا للقصف وتعرضا لجرائم الاحتلال.
وبين نزّال ان النقابة تعمل على أكثر من صعيد خلال هذه الحرب أولها بالتواصل مع الصحفيين في الميدان وتوفير ما يلزمهم من احتياجات، والاطمئنان عليهم، وعلى المستوى العربي والدولي سعيا لتوفير الحماية للصحفيين وانهاء ما تتعرض له غزة من حرب مستعرة، كما تعمل النقابة على توثيق ورصد رسائل تحريض الاحتلال التي يبثها من خلال صحفييه على وسائل الاعلام العالمية، حيث يبثون رسائل تحريض خطيرة ، فقد تحدث أحدهم أمس بأن الأطباء الفلسطينيين يخرجون للقتال والحرب ومن ثم يعودون لارتداء «زي الطبيب» وبذلك رسائل تحريض واضحة لاستهداف الأطباء وقتلهم، نحن في النقابة نعمل على رصد ذلك وتوثيقه.