جفرا نيوز -
جفرا نيوز - بقلم حمادة فراعنة
يتوهم من يعتقد أن معركة المستعمرة الإسرائيلية مقتصرة على قطاع غزة، وعلى حركة حماس بالذات، سلوك وبرنامج المستعمرة على الأغلب يلجأ للاستفادة.
في معركتي: 1- آب أغسطس 2022، و2- أيار مايو 2023، استفردت قوات الاحتلال بحركة الجهاد الإسلامي، وفي المعركتين تم تصفية واغتيال أغلبية قيادات حركة الجهاد في قطاع غزة من العسكريين والسياسيين، وفي الحالتين كان العدو يحذر حركة حماس من اندفاعها لمشاركة حركة الجهاد بأي فعل أو نشاط قتالي، وأن مشاركة حماس تعني إنهاء اتفاق «التهدئة الأمنية» بينهما، وسيتعرض قياداتها للاغتيال كما يفعل مع الجهاد الإسلامي.
حماس كانت ملتزمة باتفاق التهدئة الأمنية بشكل واضح، وصارم، ومعلن دفعت نتنياهو لأن يكتب مفجراً أزمة مع الجيش وأجهزة الأمن، قبل أن يتراجع عما كتب وقدم الاعتذار على ما كتب يقول: «كل محافل الأمن، بمن فيهم رئيس أمان (الاستخبارات العسكرية)، والشاباك (المخابرات) قدروا أن حماس مردوعة (أي خائفة) ووجهتها نحو التسوية، هذا هو التقرير الذي تم عرضه المرة تلو الأخرى على رئيس الوزراء، وعلى الكابينيت من كل محافل الأمن، وأسرة الاستخبارات، وبقي كذلك، حتى نشوب الحرب (7 أكتوبر)».
معركة المستعمرة وهجومها الدموي لا يقتصر على قطاع غزة بل يشمل الضفة الفلسطينية، وحتى مناطق 48 لم يسلم من الأذى، بفرض الحكم العسكري العرفي الذي كان سائداً ومفروضاً عليهم منذ عام 1948 حتى بداية العام 1967.
مفاجأة حركة حماس، وتوجيهها اللطمة القوية، والهجوم المركز برياً وبحرياً وجوياً، وأن تفجر معركتها في مناطق 48، أذهل مؤسسات المستعمرة، وأربك المجتمع الإسرائيلي برمته وادخله في صدمة حادة، ولذلك يخوض جيش الاحتلال معركة حياة أو موت، لأن ما واجهوه يوم 7 أكتوبر غير مسبوق، ودفع الولايات المتحدة ومعها بعض البلدان الأوروبية، وخاصة تلك التي سبق لها وصنعت المستعمرة ودعمتها وقدمت لها كل ما يلزم حتى تتم ولادتها عام 1948.
هجوم المستعمرة على الفلسطينيين وخاصة في قطاع غزة، باعتبارها معركة حياة أو موت، يغذيها ويزيد من شراستها دوافع نتنياهو الشخصية ومعه فريقه السياسي والأمني والعسكري، الذي صابهم الفشل والإخفاق، وسيدفعوا معه ثمن هزيمتهم وفشلهم، ولذلك يعملوا من أجل تقديم الرشوة والفاتورة للمجتمع الإسرائيلي تعويضاً عما وقع يوم 7 أكتوبر 2023.
معركة الاجتياح الإسرائيلي لقطاع غزة، سواء اكتملت أو توقفت لأسباب غير جوهرية، ولكنها ستتواصل بإجراءات انتقائية، وقصف مركز واغتيالات محددة، وهم لا يبالون بالمجتمع الدولي، طالما معهم الولايات المتحدة والبلدان الأوروبية الأربعة، شكلوا لها غطاءً سياسياً ودعماً متواصلاً.
مظاهر الاحتجاجات في المدن الأوروبية، والأميركية أيضاً، ستشكل لطمة ومقدمة مهمة مطلوبة لنزع الشرعية والدعم عن المستعمرة لصالح فلسطين، وستكون هذه المظاهرات هي الرافعة الثانية للصمود الفلسطيني ولضربات المقاومة الموجعة ضد قوات الاحتلال.
الأردن يقود نهجاً سياسياً داعماً على المستويين العربي والأوروبي، للفلسطينيين، وهذا ما يفسر استهداف المواقع الإسرائيلية ومن معها إعلامياً ومواقع بهدف بث الإشاعات والإساءة المقصودة للأردن، وهو شرف نتباهى به طالما أن المستعمرة وأدواتها ومن يقف معها غاضبون حانقون كارهون للأردن، شرف نتباهى ونفتخر وسنواصل الطريق كي نبقى في الخندق الداعم للشعب الفلسطيني من أجل: 1- صموده وبقائه على أرض وطنه، ومن أجل 2- دعم نضاله لاستعادة حقوقه الكاملة غير المنقوصة التي نهبها الاحتلال منذ عام 1948 حتى اليوم.