جفرا نيوز -
جفرا نيوز - محرر الشؤون المحلية
الجيش والأمن العام والمخابرات مدرسة أمنية ثلاثية نفذت وترجمت ما يدور في ذهن الملك إلى مساع وخرائط عمل ضمن مدد زمنية قصيرة بالتزامن مع أحداث غزة والأزمة الإقليمية والعالمية التي أفرزتها ، بالبدء من موقف الأردن قيادة وحكومة وشعب في إرساء قواعد العلاقة التي تربط المملكة بفلسطين والتي لم تكن واضحة عند مدارس تتبنى مناهج الفُحش والتفريق ونكران الجميل ، وحتى الإقدام عنوة على كسر قواعد الاحتلال وإرسال المساعدات جوا إلى غزة .
إشراف الملك الذي سهر حتى بزوغ شمس الاثنين وهو يتابع خطوات وترتيبات سلاح الجو الملكي لإنزال المساعدات الطبية والعاجلة إلى غزة أوحت أن القائد خطط وأشرف وأمر وتابع بنفسه حتى تمت العملية، والمراقبون يعلمون أن قيام الجيش بهذه المهمة كان محفوفا بالمخاطر في ظل الحلقة الملتهبة التي تحيط بقطاع غزة والقصف المتواصل وما كان لمدرسة عسكرية أهم من الجيش الأردني أن تقوم بهذه الخطوة بحرفية وتمكن حتى أن الملك أشار في نص تغريدته إلى تمكن نشامى سلاح الجو الملكي الأردني من إنزال المساعدات لإدامة عمل المستشفى العسكري الميداني الأردني في القطاع .
فيما لم يكن مستغربا أو بعيدا عن جهازي الأمن العام والمخابرات امتلاك مهارة التصرف السريع والتدخل في الوقت الأمثل بديناميكية عالية ، فالأحداث التي خلفت مسيرات وتظاهرات شبه يومية وحاول البعض استغلالها لتنفيذ أجندة ملطخة بالسواد ، استطاع رجال الأمن تجييرها لصالحهم وإظهار عمق ومتانة العلاقة الوطيدة التي تربطهم مع الشعب والتعامل بحذر شديد مع مختلف البيانات الأمنية التي صدرت وانتقاء المصطلحات التي تحتاجها المرحلة بشيء من الدبلوماسية الأمنية ، أما جهاز المخابرات عمل وما زال يقدم في إطار دوره دون كلل أو ممل وبحالة رصد وترقب ومتابعة واهتمام لكل شاردة وواردة أو ما من شأنه التنغيص على صورة وشكل المملكة في الداخل والخارج .
اللافت في المشهد العام بعيدا عن فكرة الاستمزاج والتوأمة الأردنية الفلسطينية وخصوصية الظرف الحاصل ، هو تمكن الحكومة من جس نبض الشارع والتقرب منه بلغته التي يحبها وبمصطلحات بدأت "بفشروا" التي استخدمها الرئيس بشر الخصاونة تحت قبة مجلس النواب للرد على مهاترات خفافيش الظلام في الأزمات مرورا بالدبلوماسي الذي لمع نجمه عربيا وعالميا وزير الخارجية أيمن الصفدي الذي انتفض للعرب "وفش غل" الأردنيين بتوبيخه للاحتلال على جرائمه وتوجيه رسائل صارمة للغرب بلا للقتل ولا للتهجير ، إذ كانت أقرب لفك شيفرة تفسر ماهية الاهتمام الأردني المستميت بأزمات فلسطين وما تعيشه من ويلات والدفاع عنها الذي ما كان ولن يكون مشروطا إلا بحق العروبة وميثاق النشامى .
الحكومة والأجهزة الأمنية والشعب شكلوا درعا بقيادة الملك أنتج حالة ارتياح محلي ولقن العالم درسا في معنى التعاضد والترابط وتقديم "المختلف" في أحلك الأزمات دون التفات أو اكتراث "لجعجعة" البعض وفكرة التصيد في الماء العكر ، المملكة كفت ووفت وأدت واجبها تجاه فلسطين بتوجيهات من قائدها فقط ولم تتلق أية إملاءات إلا في نطاق الضمير وما تفرضه طبيعة العلاقة التاريخية والجغرافية بين شرق وغرب النهر .