جفرا نيوز -
جفرا نيوز - بقلم نسيم عنيزات
لم تتمكن الدول العربية لغاية الآن من اتخاذ موقف موحد ضد العدوان الذي تقوم به دولة الاحتلال على الشعب الفلسطيني وقطاع غزة، على الرغم من بيان جامعة الدول العربية في اجتماعها الاخير الذي بقي على حاله دون تفعيل او متابعة .
وكأن حجم المجازر والابادة الجماعية التي تقوم بها دولة الاحتلال في قطاع غزة ليس كافيا لتوحيد موقف عربي او دافع للتحرك لإيقاف هذه المجازر التي أوقعت ما يقارب 10 الاف شهيدا واضعافهم من الجرحى جلهم من الأطفال والنساء.
ماذا تنتظر بعض الدول العربية أكثر من الدمار الذي تعرض له قطاع غزة، لم يسلم منه أي كان حي او جماد، فطال الشجر والحجر .
حتى المدارس والمستشفيات لم تسلم من العدوان الذي يستخدم اساليب وطرقا تتنافى مع الإنسانية وترفضها القيم الاخلاقية والاديان السماوية وجميع المواثيق الدولية مستخدمة جميع انواع الأسلحة المحرمة وغير المحرمة مع سبق الإصرار والترصد.
ماذا ينتظر البعض حتى يتخذ موقفا حاسما يدفع باتجاه توحيد اللغة والإجراء لإيقاف الابادة الجماعية التي هزت المشاعر الإنسانية وحركت الرأي العام العالمي الذي اتخذ بعضه مواقف تقدمت على بعض المواقف العربية.
في الوقت الذي وحدت الولايات المتحدة الأمريكية ودول الغرب موقفها منذ اللحظة الأولى معلنة انحيازها ودعمها المطلق لدولة الاحتلال بكل وضوح و دون مواربة قولا وفعلا ومدها بالسلاح وعناصر عسكرية وخبراء وإرسال بوارج وحاملات طائرات للمنطقة من أجل التخويف والتهديد وردع كل من يحاول مساعدة أطفال غزة وانقاذهم من جحيم حرب غير متكافئة حتى انها لا تقبل المقارنة او القياس .
الم يدفع الرفض الامريكي واعاقته لأي قرار اممي يدين العدوان او يطالب بهدنة انسانية او إيجاد ممرات آمنة او تقديم مساعدات إنسانية لسكان غزة الذين يقبعون تحت حصار خانق لم يشهد التاريخ مثله بعد ان منع عنهم الماء والكهرباء والغذاء والدواء قطعت عنهم وسائل الاتصال لعزلهم داخليا وخارجيا بالدول العربية لتقول لامريكا كفى على الاقل؟.
الم تحرك الجماهير العربية الهادرة التي تملأ الشوارع والساحات رفضا للعدوان وغضبا من المواقف الدولية الصامتة على قتل الأطفال وذبحهم بدم بارد الضمائر بعد؟.
ماذا تتنظر الدول العربية أكثر من هذا لنصرة اهل غزة ورفع الحصار عنهم على الاقل او اعادة فتح مستشفياتهم التي خرج معظمها عن الخدمة التي منعت عنها دولة الاحتلال الوقود اللازم لإعادة تشغيلها واستمرارها بالعمل .
اي عدالة نتحدث عنها واي منطق ومعايير نتعامل معها او نقبل بها، في غياب موازين العدالة الفاضح، عندما تمنع أدنى مقومات الحياة عن شعب اعزل وفي الشق الاخر دعم المحتل الذي يملك جميع عناصر القوة والغلبة بالاسلحة والتأييد ومساندته على ظلمه بهجوم بربري نازي حرق وما زال الأخضر واليابس .
ماذا ننتظر من الولايات المتحدة الأمريكية ودول الغرب التي اوجدت هذا الكيان ومنحته حقا ليس له بانتازع أرض عربية بمسمى وطن قومي لليهود منذ ما يقارب ال 80سنة وكأنها تملك هذا الحق ويجوز لها التصرف به بغير منطق القوة والاستعمار.
ومنذ ذاك الوقت والتاريخ يعيد نفسه بنفس الطريقة والأدوات سواء على الصعيد الأممي بمنع إصدار اي قرار إدانة لإسرائيل و مدها بالاسلحة والأدوات التي تمكنها من التمادي في عدوانها وحروبها التي لا تستطيع العيش بدونها حتى تبقى تستجدي العالم وكذلك القيام بمهمتها بجعل منطقتنا غير مستقرة.
في الوقت الذي ما زلنا نمارس فيه نفس الأدوات وتكرار أساليب الشجب والادانة التي لم تصل بعضها إلى درجة الاستنكار دون تغيير لادواتنا او استخدام لأي اوراق موجودة في جعبة البعض .
لقد حان الوقت لتغيير الأدوات واستخدام وسائل وأساليب جديدة ضمن موقف موحد يحمل لغة يفهمها الجميع ورسائل واضحة ومباشرة بعد ان اختنقنا من الصمت الجاثم داخل حناحرنا وتبديل اللون الرمادي ونحن نرى وننتظر أزمة إنسانية وصحية سيعيشها قطاع غزة نتيجة تراكم النفايات وانعدام جميع وسائل النظافة ابطالها الامريكان والغرب ودولة الاحتلال .
لذلك وفي ظل التغييرات العالمية الساعية وراء مصالحها وسعي الولايات المتحدة للهيمنة على العالم وخلق عالم وواقع جديد لا بد من دور وخلق مكان للعالم العربي ومقايضة مواقفنا بعيدا عن المجانية او التسابق، عندها سنجد استدارة دولية التي تبحث كل منها عن مصالحها.
وبغير ذلك سنبقى ساحات للصراعات العالمية ومكان لتصفية الحسابات الدولية ينهش بنا الجميع.