جفرا نيوز -
جفرا نيوز - نضال الفراعنه
على امتداد 25 يوما مارست الدولة بسلطاتها ومؤسساتها الأمنية والعسكرية "صبراً استراتيجيا" راقبته عواصم بعيدة وقريبة، لتثبت الدولة بـ"تكتيكاتها العالية" إنها قادرة بـ"مزاجٍ عالٍ" على تفويت الفرصة لكل حالم بأن يجد "ضالته أو شهوته" في رؤية أردن "فوضوي مضطرب"، إذ استطاعت الدولة في أقل من شهر حشر "المزايدين والمرجفين والمشاغبين" في "خانة اليك" عبر قرار سياسي مدروس سحب البساط من الراغبين في استمرار المتاجرة بقصة العدوان البربري والغاشم على قطاع غزة، خصوصا وأن البعض يريد أن "يصم آذانه" عن "الصوت الأعلى" للأردن في مواجهة جنون إسرائيل.
على مدى أسبوعين استغلت أطراف كثيرة داخل وخارج الأردن العدوان على غزة لتصوب معركتها باتجاه الأردن قيادة وموقف ومساندة "الجود من الموجود" التي اعتاد الأردن معها في محطات عديدة أن يبعد "اللقمة عن فمه" لتذهب إلى "فم عربي" آخر في حاجة إليها، إذ لوحظ أن "شغب الداخل" على الموقف الأردني قد انصهر بـ"حسن أو سوء نية" مع أصوات في الخارج صوّبت نيرانها على مواقف جلالة الملك عبدالله الثاني الذي كان أول زعيم في العالم يصف ما تقوم به إسرائيل بـ"العدوان"، وكذلك "المواقف النارية" التي أطلقتها جلالة الملكة رانيا العبدالله في مقابلة "عقر دارهم"، وهي مقابلة قيل إن جهات كثيرة حول العالم "لم تهضمها" مثل الموقف الأردني تماما الذي كان "حادا وقاسيا" بلا أي مواقف "مواربة أو رمادية".
القرار الأردني بإبقاء السفير الإسرائيلي عند حكومته، وطلب عودة السفير الأردني فورا إلى عمّان وربط عودتهما إلى مركز عملها مع "توقف العدوان" هو موقف جريء وحاد لم تسبق أي دولة عربية الأردن إليه، رغم ما قد يرتبه هذا القرار من "ضغط وشغب" سياسي على الأردن أغلب الظن أنه لن يتأخر كثيرا، لكن هذا القرار عدا عن أنه قد يُشكّل ضغطا إقليميا قويا على تل أبيب، فإنه بالقدر نفسه كفيل بأن يكون "كشف تسلل" لجهات وأطراف مارست شغبا داخليا على الموقف الأردني تحت عنوان: "اِغلقوا السفارة واطردوا السفير"، فبعد القرار المتخذ على أعلى المستويات في عمان، والذي تبلغته عواصم إقليمية تحت تصنيف "جرأة أردنية حادة"، فعلى الأطراف المشاغبة في الداخل أن تتوقف عن "رمي الحجارة" باتجاه مواقف الدولة الذي ليس بإمكانها أكثر مما كان خصوصا وأن "جنون إسرائيل" يبدو أن عواصم الثقل العالمي قد لا تكون قادرة على لجمه.
"رماة الحجارة" باتجاه جندنا وضباطنا ومرتبات الأمن العام عليهم أن يعيدوا النظر في مواقفهم العاقة، وأن يعودوا إلى رشدهم، بعد أن يكون من المفترض أن اتضح لكثير منهم أنه من عادة الدول أن تتدرج بمواقفها وتحركاتها وأن تستثمر أوراق القوة لديها بما يتناسب مع كون الأردن دولة لا عصابة، فالعصابة هي التي تتصرف بهجمية دون أن يكون في بالها تأمين رعاية وحماية 11 مليون إنسان يسكنون في هذه البلد التي ابتلاها الله عز وجل بـ"قَدَرٍ جغرافي" قاسٍ لا تتوقف حرائقه عن الاشتعال، وأن يصل دخانها الأسود إلى الأردن المنذور لأن يكون مع شعوب الجوار "كتفا بكتف".