جفرا نيوز -
جفرا نيوز - بقلم حمادة فراعنة
76 بالمئة من الشعب البريطاني، عبروا عن شعورهم بالمسؤولية نحو مأساة شعب فلسطين، وانتابهم الخزي والعار لما فعلته حكوماتهم المتعاقبة، وأنهم سبب معاناة الشعب الفلسطيني، وهدر حقوقه، منذ وعد بلفور حتى يومنا هذا حيث تقف الحكومة مع حق «المستعمرة» للدفاع عن نفسها، ولا يتعاملون بإنصاف مع حق «الشعب الفلسطيني» للدفاع عن نفسه وحقوقه ووطنه الذي تم اغتصابه وسرقته منهم، وإعطاؤه للمستعمرين الأجانب من اليهود.
لم تشهد لندن تعاطفاً وتأييداً لقضية شعب آخر، كما شهدته أول أمس السبت 28/10/2023 ، بثلاثمئة ألف مواطن بريطاني من المسيحيين والمسلمين واليهود، تظاهروا في شوارع لندن مؤيدين داعمين متعاطفين متضامنين مع الشعب الفلسطيني وحرية وطنه، شاجبين مستنكرين رافضين سلوك المستعمرة الهمجي المتطرف في قتل أكثر من عشرة آلاف فلسطيني ما بين شهيد تم دفنه، ومفقود تحت دمار الأبنية وتراكماتها.
لم تقتصر مظاهر التأييد للفلسطينيين والشجب والاستنكار والرفض للإسرائيليين على العاصمة البريطانية، بل امتدت لأغلبية عواصم البلدان الأوروبية: فرنسا، بلجيكا، الدنمارك، وغيرهم وفي طليعتها تركيا التي جمعت مئات الآلاف في مظهر غير مسبوق بهذا الحشد الذي خطب فيه الرئيس أردوغان، جعل المستعمرة تسحب بعثتها الدبلوماسية من أنقرة للتشاور احتجاجاً على موقف الرئيس التركي وخطابه المباشر ضد جرائم المستعمرة بحق الشعب الفلسطيني.
سفراء المستعمرة ما زالوا في بعض العواصم العربية، مما يتطلب موقفاً يُعبر عن إعادة النظر بالعلاقة التطبيعية معها على خلفية الجرائم والقتل التي قارفتها قوات المستعمرة ولا زالت في قطاع غزة والضفة الفلسطينية.
بعض البلدان العربية ربطت نفسها مع المستعمرة باتفاقات أمنية وعسكرية، ومع ذلك مازالت علاقاتها لم تمس بأي ملاحظة نقدية من قبل هذه العواصم لسلوك المستعمرة الإسرائيلية ضد شعب عربي شقيق، رغم أن المستعمرة تجاوزت كل الخطوط الحُمر، بالقتل والتدمير غير المسبوق بهذا القصف باتجاه قتل أكبر عدد من الفلسطينيين، وتدمير أكبر مساحة من الأبنية والمنشآت المدنية.
معركة غزة، رغم أنها ليست أولى المواجهات ولن تكون آخرها، ولكن المستعمرة تتعامل معها باعتبار حصيلتها حياة أو موت، ولهذا ترتكب كل الموبقات التدميرية وتستعمل كل أدوات القتل البرية والجوية والبحرية، لقتل الفلسطينيين، بدون أي رادع قانوني أو أخلاقي أو إنساني، وهذا يعود لتراثها الإجرامي الذي جعلها فوق القانون بفعل الغطاء الأميركي الأوروبي، من حكومات كامن لديها الكره والعنصرية وبواقي التراث الاستعماري الذي كان عنواناً وفاتحة لثرائها وتفوقها من ثروات شعوبنا المنهوبة، شعوب آسيا وإفريقيا وأميركا اللاتينية.
شعب فلسطين بمعاناته ووجعه، يحتاج لروافع تقف إلى جانبه، فهل يستجيب قادة النظام العربي لدعوة الرئيس الفلسطيني بعقد القمة؟؟ لأن المطلوب روافع حسية عملية داعمة بعد سلسلة المؤتمرات التي عُقدت والبيانات التي صدرت وآخرها نجاح الأردن باسم المجموعة العربية لإصدار قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الداعم والمساند لفلسطين، وعنواناً لهزيمة المستعمرة وسياسات الولايات المتحدة وأدواتها، فهل يفعلها قادة النظام العربي ويتجاوبون مع شعوبهم في الانحياز للشقيق الفلسطيني في ذروة معاناته ووجعه؟؟.