جفرا نيوز -
جفرا نيوز - بقلم نسيم عنيزات
على الرغم من أن عملية طوفان الأقصى التي نفذتها حركة حماس في السابع من الشهر الجاري ضد دولة الاحتلال شكلت ضربة موجعة للكيان بعد ان قتلت وأسرت عددا من جنوده الا ان دولة الاحتلال وكعادتها استغلت الظرف وحاولت الاستفادة منه في تنفيذ صفقة القرن المتفق عليها مع الولايات المتحدة الأمريكية.
وهذا ما يفسر دعم الولايات المتحدة لدولة الاحتلال بعد ان حشدت الغرب خلفها في تقديم جميع اشكال الدعم بما فيه العسكري والمادي والدولي يعد عملية طوفان الأقصى كان يحمل رسالة إلى الشعب الإسرائيلي الذي كان مصدوما ومرعوبا بعد الإعلان عن العملية .
اما الهدف الثاني فكان على ما يبدو المضي في تنفيذ صفقة القرن التي أعلن عنها الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب وهي التي كانت اصلا موجودة في الإدراج الأمريكية والاذهان الإسرائيلية قبل قدوم ترامب إلى الرئاسة الذي كان دوره الموافقة على تنفيذها بعد اجراء تعديلات بسيطة عليها بعد ان رفض تبنيها الرئيس الاسبق أوباما.
وبعد فشل ادارة ترامب في تنفيذ الخطة التي رفضها وقاومها الداخل الفلسطيني والأردن وكذلك عدم تبنيها او التعاطي معها عالميا بشكل جدي و كذلك رسوبه في الدورة الثانية .
استغلت دولة الاحتلال عملية طوفان الأقصى نحو الخطة (ب) بنفيذ الخطة عسكريا من خلال قصف غزة وقتل مدنييها ودب الرعب في قلوبهم والضغط على مصر لاستقبال ما يقارب المليون مواطن من اهل غزة واضعاف حركة حماس وجعلها غير قادرة على إدارة او حكم القطاع ومن ثم تحويلها إلى إدارة دولية او الاتفاق على شكل معين لادارة القطاع.
على أن تتبعها عملية مشابهة في الداخل الفلسطيني وتهجير عدد إلى الأردن واخر إلى قطاع غزة وتخيير من تبقى اما باللجوء او قبول الحكم الإسرائيلي .
الا ان النتائج لغاية الآن لم تتطابق مع حسابات إسرائيل لتنفيذ خطتها التي باركها جو بايدن في زيارته الاخيرة لإسرائيل بعد ان اطلعته عليها وذلك بسبب صمود المقاومة وأهل غزة على الرغم من شدة الحصار غير المسبوق المفروض عليهم والموقف الأردني المصري الرافض للتهحير او استقبال اي لاجئ على الرغم من الضغوط الأمريكية .
ولان دولة الاحتلال تدرك ان الوقت لم يعد لمصلحتها بعد الاستدارة الدولية جراء الفظائع التي ترتكبها بحق أطفال ونساء غزة على مدار اكثر من ثلاثة أسابيع الذي اخذ يطالب بهدنة او وقف لاطلاق النار وكذلك قرار الجمعية العامة غير الملزم بضرورة هدنة إنسانية.
فقد سرعت من عمليتها البرية التي نفذتها ليلة الجمعة وصباح امس السبت والمصاحبة بقصف جوي وبحري وصاروخي غير مسبوق وقطعت الاتصالات والنت عن القطاع لعزله كليا عن العالم حتى لا يرى بشاعة القصف والقتل والدمار سعيا منها لتحقيق أهدافها او جزء منها.
لذلك فان جريمة دولة الاحتلال ليلة الجمعة التي ما زالت مستمرة ستحدد نتائجها مصير الخطة الإسرائيلية وكذلك القضية الفلسطينية التي تمكنت حماس من وضعها على الطاولة الدولية .
كما ان الساعات القادمة ستكون النقطة المفصلية فيما يتعلق باستمرار العدوان الإسرائيلي والاعلان عن وقف لاطلاق النار او هدنة انسانية على الاقل خاصة بعد الحديث عن مفاوضات لاطلاق الأسرى والتي تسعى إسرائيل لتحسين شروطه كما ان دولة الاحتلال لا قدرة لديها على كلفة حرب طويلة خاصة وان شارعها اخذ يتململ ولن يبقى مختبئا في الملاجئ وقتا طويلا.