جفرا نيوز -
جفرا نيوز - بقلم حمادة فراعنة
لماذا يطلب الرئيس الأميركي جو بايدن تقديم المساعدات من الكونغرس لكل من أوكرانيا والمستعمرة الإسرائيلية معاً؟؟ لماذا يربط بينهما؟؟.
واشنطن تخوض صراعاً في مواجهة روسيا والصين بهدف الحفاظ على مكانتها ودورها وتأثيرها وتفردها في إدارة السياسة الدولية، منذ انتصارها في الحرب الباردة عام 1990، وهزيمة المعسكر الاشتراكي بقيادة الاتحاد السوفيتي، وبقيت تستفرد في إدارة السياسة والصراع والاقتصاد مع حلفائها التابعين إلى وقتنا الحالي، وهذا ما يُفسر قوة المستعمرة الإسرائيلية وهيمنتها واحتلالها لكامل خارطة فلسطين.
بروز دور الصين الاقتصادي والسياسي، إلى جانب روسيا التي تعمل من أجل إلغاء نتائج الحرب الباردة، وإلغاء هزيمتها واستعادة دورها ومكانتها كدولة عظمى، تصطدم بالمصالح والهيمنة الاميركية، وهذا ما يُفسر دعم واشنطن إلى أوكرانيا وإلى المستعمرة باعتبارهما أدوات تنفيذية في يد مؤسسات صنع القرار الأميركي، ولصالح بقاء الهيمنة الأميركية في المناطق العديدة من العالم، بما فيها منطقتنا العربية، ورفضها لأي طرف مستقل عن السياسات الأميركية.
المستعمرة تُمارس كل أنواع القتل والدمار والخراب بلا خجل، بلا مواربة، بلا إحساس بالمسؤولية، بسبب:
أولاً تطرف إدارتها الاستعمارية وحكومتها الائتلافية العنصرية المكونة من تحالف:
1- الأحزاب اليمينية المتطرفة، 2- والأحزاب الدينية اليهودية المتشددة.
ثانياً توفير الغطاء السياسي والمادي للمستعمرة من قبل الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين وغيرهم.
لهذا هناك وضوح في التحالفات وتداخل المصالح بين الولايات المتحدة وأدواتها، ولكن التطرف الإسرائيلي في القتل للمدنيين بلا رحمة وبلا أخلاق، وتدمير البيوت فوق رؤوس أصحابها، واستهداف المدارس والمستشفيات والمخابز ودور العبادة من المساجد والكنائس، أدى ذلك رغم الوجع والألم والمأساة الفلسطينية، أنه يسير باتجاه تحقيق هدفين أولهما زيادة التعاطف والتأييد والإنحياز لعدالة القضية الفلسطينية، وثانيهما الانكفاء عن دعم المستعمرة الإسرائيلية وانكشاف سلوكها وتعرية ممارساتها الفاشية العنصرية بما تفعله من تطهير عرقي للفلسطينيين العرب.
وهي سبق وأن فعلت ذلك وارتكبت الجرائم بحق الشعب الفلسطيني عام 1948، بالطرد والتهجير والتصفية ولكن بدون مراقبات إعلامية كما يحصل اليوم، حيث أدوات الإعلام متعددة والأحداث مكشوفة أمامها.
مظاهرات اليهود في نيويورك تأييداً ودعماً لفلسطين ورفضاً وإدانة للمستعمرة مكاسب مهمة تُضاف إلى سلسلة التراكمات من الإنحيازات الإيجابية لصالح عدالة القضية الفلسطينية، وهذه مقدمات في بلدان العالم الرأسمالي التي صنعت المستعمرة على أرض فلسطين، لعلها تنتقل للمجتمع الإسرائيلي على أرض فلسطين، ويقع الانشقاق الإسرائيلي بين مكونات مجتمعهم ليصب في المجرى التراكمي لمصلحة انتصار القضية الفلسطينية وهزيمة المشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي واندحاره برمته.