جفرا نيوز -
جفرا نيوز - بقلم محمد سلامة
نتنياهو السادس سبب الكارثة وحماس لا تشكل خطرا وجوديا على إسرائيل الثالثة، هذا ما قاله الجنرال يهود باراك رئيس الوزراء الأسبق.. فيا ترى ماذا كان يقصد؟!.
بداية.. فإن نتنياهو السادس كان وراء حملات تحريضية ضد اتفاق أوسلو وضد معاهدات السلام مع الجوار، وظل يطلق تصريحات نارية ملهمة للمتطرفين الصهاينة بأن إسحق رابين يقدم تنازلات للفلسطينيين والعرب وأن النهاية كارثية على مستقبل ووجود إسرائيل الثالثة، مما حدا بأحد المتطرفين واسمه يغال عمير بأن قام باغتيال إسحق رابين نهاية عام 1995م، ومن هنا بدأ صعود اليمين المتطرف.وفي 1997م، تولى نتنياهو السادس تشكيل أول حكومة له، وشرع بتعطيل تنفيذ اتفاقات أوسلو، وهكذا انحرفت إسرائيل الثالثة كلها تدريجيا نحو خطاب الكراهية للفلسطينيين والعرب، وبدأ الحديث عن سلام اقتصادي وسلام مقابل سلام وصفقة القرن وو.. .الخ، وكلها دفعت إلى تراجع القوى الفلسطينية الداعمة للسلام كحركة فتح والديمقراطية و.. إلخ، واضحى خطاب التطرف مبشرا بجولات من الحروب في غزة والضفة الغربية، وانتفاضات مسلحة، واشتباكات في جنين وغيرها، وارتدت المنطقة كلها مع ذهاب وغياب نتنياهو السادس عن السلطة، وقابل هذا صعود الصهيونية الدينية بزعامة سموتريتيش وعوتسما يهوديت بزعامة بن غفير و.. إلخ، إلى أن وصلنا إلى ما نحن فيه اليوم.
حماس.. لماذا لا تشكل خطرا وجوديا على إسرائيل الثالثة؟!, هذا ما قاله الجنرال باراك.. الجواب ببساطة .. لأن برنامجها قائم على قبولها إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967م، والاعتراف باسرائيل الثالثة بهدنة طويلة الامد، وإذا دققنا في أقوال الجنرال الاسرائيلي نجد أن غلاة المتطرفين الصهاينة اليوم وراء الكارثة في إسرائيل الثالثة وأن نتنياهو السادس نفسه زعيم هؤلاءالعصابة (الغلاة) وسبب في كل ما جرى ويجري اليوم، وأن حروبا تلد أخرى باتت تشكل بدايات لنهايات إسرائيل الثالثة.
نتنياهو السادس رفض الاعتراف بوثيقة (وديعة رابين) للانسحاب من الجولان السوري، واقامة سلام مع سوريا، ورفض تنفيذ اتفاقات أوسلو وملحقاتها، وراوغ بهذيان في خطابات ودهاليز المتطرفين الصهاينة واحدث شرخا عميقا في بنية المجتمع الاسرائيلي عبر تشريعاته القضائية، والاسوأ أنه يسعى الى جر واشنطن ولندن إلى حرب يأجوج ومأجوج، في الشرق الأوسط، .. ولا يرى سوى اكاذيبه في تسويق ما يريده دون وعي أن نهايات إسرائيل الثالثة اقتربت وأن هزيمتها مرة واحدة ستؤدي حتما إلى زوالها، وكما قال الجنرال باراك انه وراء الكارثة في إسرائيل الثالثة وفي كل ما سيحدث بالشرق الأوسط الجديد تباعا.
السؤال الذي يبقى معلقا.. ماذا لو انتصرت حماس والجهاد واخواتهما في هذه الحرب الدموية؟!.