جفرا نيوز -
جفرا نيوز - بقلم محمد خرّوب
فيما منح الرئيس الأميركي بايدن ضوءاً أخضر, لرئيس الائتلاف الفاشي في دولة العدو الصهيوني مترافقاً مع إرسال «مجموعة» حاملة الطائرات الأحدث في الأساطيل الأميركية المسماة «جيرالد فورد», ويدخل في سجال مع الرئيس السابق/ترمب حول مَن هو الأكثر إخلاصاً ودعماً لإسرائيل, خاصة أن بايدن في كلمته القصيرة التي لم تزد عن دقيقتين (وفق ترمب الذي عاب عليه قِصر كلمته), ذكّر بايدن صهاينة أميركا ويهود إسرائيل, أن الولايات المتحدة اعترفت بإسرائيل بعد إحدى عشرة دقيقة من إعلان «استقلالها».
نقول: في خضم ذلك كله وفيما تتواصل حرب الإبادة الجماعية, التي تتم عبر حرب «الحِراب الحديدية» التي أعلنها نتنياهو قبل يومين، يجدر بمَن يبحث عن حقيقة ما جرى في السابع من تشرين الأول الجاري, وما تم إنجازه فلسطينيا وعربيا وبخاصة نفسياً وميدانياً في الجانب الصهيوني, أن يقرأ ما أوردته الصحف الإسرائيلية اول أمس الأحد (اليوم الذي تلا عملية طوفان الأقصى صباح السبت 7/10). ما يدحض كل المحاولات البائسة واليائسة التي تروم, التقليل من شأن هذه الضربة الموجعة والصفعة المدوية, التي وجّهها المقاومون الفلسطينيون بأسلحتهم المتواضعة, ولكن بإرادتهم الصلبة وإيمانهم العميق بعدالة قضيتهم, لدولة لطالما وصفتْ نفسها بانها دولة «عظمى» إقليمية، لديها الجيش الأقوى الرابع – إن لم يكن الثالث - في العالم. ناهيك عما تلعبه من دور بارز في عالم التكنولوجيا والسايبر وعلوم الفضاء والطب, وغيرها من الأساطير والمُبالغات التي يُراد من ورائها بثّ الضعف واليأس في صفوف أمتنا وشعوبها المقهورة.
لنبدأ بعناوين صحيفة/هآرتس: «تراكُم القصورات... انهيار كل المنظومة، ويحتمل أن تبدأ ساحات أخرى بالاشتعال», وفي عنوان ثانٍ: أجندة نتنياهو السائبة.. جلبت علينا قصور 2023». أما صحيفة/يديعوت أحرنوت فعنونت: «أربعة وجوه لقصور 7 أكتوبر» وعنوان آخر قال: «التعقيد في إعادة الأسرى، والذهول: إسرائيل لم تكُن أبدا في مثل هذا الوضع». في حين كان عنوان صحيفة/«معاريف»: «إسرائيل تستيقظ إلى صباح أسود: أكثر من 300 قتيل، لأول مرة نار في الحدود الشمالية»، وعنوان ثانٍ: «لا تقل لنا صمتاً.. تبادل صراخ في جلسة الحكومة». أما عناوين صحيفة «إسرائيل اليوم», المُقربة من نتنياهو والمدافعة عن سياساته فكانت صارخة ومصدومة, على النحو التالي: «الثمن صعب على الاحتمال.. لكننا سننتصر, ومطلوب لكمة حديدية», «العيد الذي تحوّل إلى كابوس.. يوم دموي».
فيما جاءت افتتاحيات الصحف والمقالات التحليلية أكثر تفصيلاً ووضوحاً, في تصويبها على نتنياهو وغروره, وإصراره على مواصلة سياسة الاستيطان والضمّ والتنكيل بالفلسطينيين, ما يؤسس لمشهد إسرائيلي أكثر تعقيداً, خاصة إشارة بعضهم إلى أن المُطالبة بلجان تحقيق أو محاسبة المقصرين في المؤسسة العسكرية, من رئاسة الأركان إلى رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية/أمان, لم يحِن وقتها بعد لكنها ستأتي حتماً.
كتبت أسرة تحرير هآرتس في افتتاحيتها تحت عنوان «نتنياهو هو المسؤول»: «للمصيبة التي ألمّت بإسرائيل في فرحة التوراة يوجد مسؤول واضح، وهو بنيامين نتنياهو. رئيس الوزراء الذي تباهى بتجربته السياسية الهائلة وبحكمته التي لا يحل محلها شيء في شؤون الامن، فشِل تماما في تشخيص الخطر الذي قاد اليه الدولة عن وعي, حين اقام حكومة الضمّ والسلب، حين عيّن بتسلئيل سموتريتش وايتمار بن غفير في مناصب أساسية فيها، وحين اتخذ سياسة خارجية تجاهلت على رؤوس الأشهاد وجود وحقوق الفلسطينيين».
أما الخبر الرئيس في يديعوت أحرونوت فجاء على النحو التالي: «في جلسة الحكومة التي عقدت السبت، انتقد الوزراء عدم وصول رئيس الأركان هرتسي هليفي الى الجلسة, التي انعقدت بين جُزئي جلسة الكابينت السياسي - الأمني, وتساءل الوزراء كيف لم يجد رئيس الأركان في مثل هذا اليوم الدراماتيكي من الصواب إطلاعنا. بل ولم يبعث برئيس شعبة الاستخبارات/أمان أهرون حليوة. وقد فسّروا غيابهما كتملص من الإجابة على الأسئلة حول نقص المعلومات الاستخبارية عن الهجوم الذي خططت له حماس.
في حين كتب مُحرر صحيفة معاريف/بِن كسبيت يقول: «قبل نحو ثلاث سنوات جلست في إحاطة عميقة لدى أحد اكبر رجالات جهاز الامن المسؤول عن اللجم، الإحباط وتصفية حماس يوميا. «هذه هي المنظمة الأكثر جدية»، قال لي، «هم أكثر تصميما من حزب الله. هم شجعان، هم ليسوا إمّعات، يعرفون ما يفعلون، محظور الإستخفاف بهم. يوجد لهم صبر، هم لا ييأسون. هم يستغلون الفرص وهم يمكنهم ان يكونوا خطيرين جدا».
«كنت واثقا ــ أضافَ كسبيت ــ أنه يخدعني. فالكل يتحدث عن ايران،عن حزب الله،عن داعش. اما حماس؟ حماسنا؟ أولئك من الأفلام السخيفة والمسيرات الوهمية في غزة؟ عصابة لحى رتّبنا لهم قفصا متطورا في المكان الأكثر اكتظاظا في العالم؟. وبالفعل تبيّن انهم اكثر تطوراً من القفص».
نختم لـ«ضيق المساحة» مع ما كتبه الصحافي الشجاع والمحترم/جدعون ليفي في هآرتس:
«اسرائيل شاهدت أمس صوراً لم تشاهدها طوال حياتها. سيارات عسكرية فلسطينية تتجوّل في مدنها. راكبو دراجات من غزة يدخلون من بواباتها. هذه الصور يجب أن تُمزّق قناع الوقاحة. الفلسطينيون في غزة قرّروا بأنهم مستعدون لدفع كل ثمن مقابل لحظة حرية. هل يوجد لذلك أي جدوى؟ لا. هل اسرائيل ستستخلص الدرس؟ لا».