جفرا نيوز -
جفرا نيوز - بقلم محمد خرّوب
استيقظ قادة دول المعسكر الغربي على «هول» المفاجأة, التي تعرّض لها الكيان الصهيوني على أيدي أبناء القطاع المُحاصر والمنكوب والمستهدف بآلة الحرب الصهيونية المهولة.. وراحوا يُبرقون لرئيس الائتلاف في تل أبيب, معلنين تضامنهم وتنديدهم بما تعرّضت له الدولة الصهيونية وخصوصاً استهداف «المدنيين» من قبل «الإرهابيين» الفلسطينيين, ولم يتأخروا في تأكيد حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها, واستعدادهم وخصوصاً الدولة العظمى الراعية لعملية السلام, بـ«مد» إسرائيل بما تحتاجه من سلاح وعتاد لتعزيز أمنها. فضلاً عن «تبرّع» الإدارة الأم?ركية بـ«8» مليار دولار, لدعم منظومة «القُبّة الحديدية» التي فشلت في التصدي لصواريخ المقاومة الفلسطينية في غزة.
أحد من أحفاد المستعمِرين في أوروبا لم يأتِ بذكر على «لبّ» الصراع, أو حاول إغتنام الفرصة التي أتاحتها عملية «طوفان الأقصى», للتأكيد على ضرورة إنهاء الإحتلال والتزام الشرعية الدولية, بل أقل من ذلك عبر الدعوة للعودة الى طاولة المفاوضات, برعاية الرباعية الدولية التي عملت الإدارات الأميركية المتعاقبة, على شلِّها وإحالتها إلى التقاعد المبكر. ليس فقط في عهد باراك أوباما بل خصوصاً في زمن إدارة ترمب, الذي تبنى «صفقة القرن» واهباً » القدس» لدولة الصهاينة, إلى أن وصلنا إلى عهد بايدن, الذي أعلن رسمياً وفي أكثر من مناس?ة أن حلّ الدولتين غير قابل للتطبيق في المديين القريب والمتوسط, بعد أن تنكر لوعوده الانتخابية تجاه السلطة الفلسطينية, مُبلغاً قادتها أن مطالبهم التعجيزية لن يقدر على تحقيقها سوى صاحب المعجزات وعليهم انتظار عودته (يقصد السيد المسيح عليه السلام).. فيما واظبَ بلا كلل هو وفريقه وطاقمه الوزاري وعلى رأسهم وزير الخارجية/بلينكن ومستشار الأمن القومي/سوليفان, على تقديم كل أنواع الدعم السياسي والدبلوماسي والعسكري, وخصوصاً الانخراط المباشر والحثيث في توسيع دائرة التطبيع ودمج إسرائيل في المنطقة العربية. وصرف النظر عن جر?ئم الحرب التي يواصل الجيش الصهيوني إرتكابها في مدن وبلدات ومخيمات الضفة المحتلة، ناهيك ممارسات قطعان المستوطنين ضد المدنيين الفلسطينيين.
لم يتأخر بالطبع الرئيس الأوكراني/زيلينسكي, الذي لطالما دعا «يهود» العالم إلى الوقوف إلى جانب أوكرانيا ودعمها, عندما سارع لإبداء تضامنه مع إسرائيل, مندداً بـ«هجوم» حماس, قائلاً في حماسة إن حقّ إسرائيل في الدفاع عن نفسها «لا يُمكن التشكيك فيه», مستعيداً ما كان واظب إطلاقه من تصريحات هاجم فيها المقاومة الفلسطينية, مضيفاً في استفزاز مقصود أن أوكرانيا «تُدافع عن نفسها ضد الغزو الروسي، كما تُدافع إسرائيل عن ذاتها ضد الهجمات الفلسطينية».
يجدر بمن يعنيهم الأمر العودة إلى كلمة زيلينسكي أمام مؤتمر القمة العربية الأخيرة التي إلتأمت في أيار الماضي, عندما زعم أن «هدفه من المشاركة بقمة الجامعة العربية, هو تعزيز العلاقات الثنائية وعلاقات أوكرانيا مع العالم العربي. فأي عالم عربي كان يعني، فيما سمع بأذنيه أن «معظم» القادة العرب اعتبروا القضية الفلسطينية هي قضيتهم الأولى؟.
كان لافتاً أن روسيا والصين دعتا إلى وقف فوري للنار والعودة إلى طاولة المفاوضات, مشددتين على «ضرورة أن يكون هناك حل عادل وشامل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني..
**استدراك1:
عملية طوفان الأقصى لها ما بعدها.. كما كان لها ما قبلها. خاصة ان قواعد اللعبة التي نظمتْ العقدين الأخيرين انهارت, وبات المشهد الجديد مفتوحاً على كل ما يمكن توقّعه, وأيضا غير ما هو مُتوقع. إذ بدأت الانتقادات اللاذعة توجّه إلى نتنياهو شخصياً, سواء في ما خصّ ما نقلته قناة «كان» الصهيونية أمس بان (نتنياهو تخطّىّ الحكومة والمجلس السياسي/الأمني, وقرّر المُصادقة على «بند الحرب» دون إجراء مشاورات) وهو أمر يستبطن خشية النخب الصهيونية من إرتكاب نتنياهو غلطة تاريخية ومُكلفة, إذا ما حاول إستعادة قوة «الردع» الصهيونية ا?متآكلة, عبر فتح «الجبهة الشمالية».. اي إستدراج «حزب الله» الى حرب شاملة, أم خصوصاً فيما باتت تشكله الضغوط المتزايدة الخاصة بملفّ الأعداد الكبيرة من لأسرى الصهاينة, عسكريين ومدنيين على نتنياهو. إذ نشرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية, أن «إسرائيل» طلبت من مصر المساعدة في التفاوض إطلاق سراحهم «فوراً». ناهيك عما تحفل به وسائل الإعلام الأميركية من تحليلات ومقالات, ومنها ما نشرته صحيفة «واشنطن بوست» تحت عنوان «مُذلّولون ومَهزومون.. الخوف والصدمة يُسيطران على إسرائيل».
** استدراك2:
جاء في جملة لافتة في موقع المُحلل السياسي الروسي/الكسندر نازروف على منصة تيلغرام ما يلي: أشار مُحلّلو «حلف الناتو» ان حركة حماس, احتلت المزيد من الاراضي في يوم واحد من الهجوم, مُقارنة بما احتلته أوكرانيا خلال أربعة أشهر من الهجوم. مع الأخذ في الاعتبار انه في كلتا الحالتين, تمّ تنفيذ الهجوم ضد عدو مُستعدّ.