أفواج وجماعات في الطرقات، الأب والأم، وبعض الابناء في طريقهم للمزرعة, الكل هدفه أن ينجح في عمله ويخدم مزرعته لتكون مضرب المثل في الإعداد والعناية, كنا نسمع عن بعض المزارعين الذين أصبحت مزارعـهم محجاً للمهندسين الزراعيين المتدربين, كان هؤلاء المهندسين يستفيدون من تجار هؤلاء المزراعين وبعضهم يكرر الزيارة عدة مرات في الموسم الواحد, بعض المزارعين هم مدرسة ينال منها الجميع الخبرة وحسن التصرف في حال واجهت المزارع مشاكل بسبب الأمراض أو تقلبات الطقس.
صباحاً تفوح من بين البساتين رائحة تجهيز الافطار للعاملين, تشاهد الزوجة وهي تعد الشاي لهم وقد نال منهم الجوع والتعب, فالشاي لهؤلاء يعد هو المشروب المكرر والضروري والمرغوب, تسمع اصوات من عدة جهات تنادي لتناول الافطار, تجد بعض المجاورين وقد توافدوا ليجتمعوا حول مائدة واحدة, هذه الصور أكثر ما تجدها في بدايات الموسم وخاصة في شهر أيلول, ما أجملها من صورة وأنت تشاهد الأرض قد بسطت ونظفت وأصبحت كأنها بيادر من فرح وخير.
قبل الثانية عشرة تجد هذه الوجوه المباركة والخيرة في رحلة العودة لبيوتها وقد نالها التعب, قيلولة لابد منها لأجل العودة لمزرعته بهمة ونشاط جديدين, فترة ما بعد الظهيرة تأتي لتكملة ما تم البــدء به صباحاً, وهنا تجد زادت اعداد المزارعين واسرهم السبب يكون بعضهم موظفون, وعودة الابناء من مدارسهم سريعا يلتحقون بأسرهم لمساعدتهم, يكون العطاء من الجميع الاب والام والطالب والموظف، والسبب سبيلهم وتنفيذ مخططاتهم في الصيف يقف على فوزهم في إنجاح محاصيل مزرعتهم وبيعها بأثمان جيدة تلبي تنفيذ هذه المخططات.
يكون للصيف وجه آخر من الفرح والسرور من خلال زواج احد الابناء او بناء مسكن جديد، لهذا تجد صيف الأغوار يختلف حسب اسعار المحاصيل الزراعية، عندما تكثر مناسبات الفرح والخير تعلم ان اسعار الموسم الزراعي كانت جيدة او العكس يكون نتيجة انخفاض مردود الموسم.