جفرا نيوز -
جفرا نيوز - بقلم نسيم عنيزات
أعتقد أن الدورة العادية والأخيرة لمجلس النواب التاسع عشر ستشهد سخونة وانتهاء الهدنة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية.
وكما جرت العادة بتغيير قواعد اللعبة في الدورة الاخيرة حيث يتحول النواب من مخاطبة الحكومة إلى توجيه انظارهم وميكرفوناتهم الى الشارع والناخبين في محاولة لتغيير الصورة النمطية التي طبعت في عقول الناس خلال دوراته العادية الثلاث والدورات الاستثنائية.
ومما سيزيد الامور سخونة ويدفعها إلى الغليان، نية رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة إدخال نائبين إلى فريقه الوزاري في تعديله السابع الذي اجراه الأسبوع الماضي.
وعلى الرغم من عدم اكتمال النية وتغيير البوصلة بعدم إشراك نواب في الحكومات، الا ان هناك غضبا قد طبع في بعض النفوس وانتاب بعض أعضاء المجلس نزع من الحرد، اما بحجة رفضهم مشاركة نواب في الحكومة، او من ناحية عدم الالتفات لبعضهم-اي لماذا لست انا»-.
اما العامل الاخر الذي سيرفع من وتيرة الحماس وفتور العلاقة وانتهاء الجمعة المشمشية، الاستعدادات لإجراء انتخابات برلمانية قادمة، يعتقد بانها لن تتجاوز نهاية الربع الثالث من العام القادم.
مما يدفع بعض النواب الطامحين بالترشح، إلى الاستدارة الشعبية رغبة بالاستمالة او كعربون وتقديم صكوك غفران للشارع الذي يبدو انه غير راض عن الأداء، بعد ان رفع من سقف توقعاته، سواء على صعيد المواقف السياسية او بعض التشريعات او من بعض القضايا الخدمية،
استنادا لبعض ما أفضت به استطلاعات الرأي او الجهات المختصة بالرصد ومتابعة عمل المجلس والمواقف الشعبية منه ونسب الرضى منه وأداء بعضهم وحضورهم للجلسات.
وكالعادة فسينشط النواب في عملية التواصل والزيارات الميدانية والاستماع لمطالب الناس، خاصة في قضايا الخدمات، الامر الذي نعتقد معه، أن الحكومة لن ولا تستطيع أن تجاري هذه الطلبات اما لعدم قدرتها في ظل قلة الامكانيات،
او رغبة في الوقوف على الحياد وعدم الانحياز لنائب على حساب الآخر، رغبة وابتعادا عن تسجيل اي موقف قد يفسر بأنه انحياز او تدخل مما يدفع باتجاه زيادة الشرخ واتساع رقعته.
هذا الامر سيظهر جليا عند مناقشة مشروع قانون الموازنة العامة للسنة المالية القادمة حيث ستشهد قاعة المجلس «ومايكرفوناتها» سخونة واصواتا ناقدة وغاضبة في رسالة ذات اتجاهين للشعب والحكومة في آن واحد.
أما السؤال الأهم الذي يطرح نفسه، يتعلق بكيفية تعامل رئيس الوزراء مع هذه الأجواء المشحونة بعد ثلاث سنوات من السمن والعسل، سهلت عليه الكثير بعد ان تمكن من إيجاد علاقة هادئة دون صخب، مكنته من العبور والسير على طريق دون ازعاجات او معيقات؟؟.