النسخة الكاملة

الـيوم الـعالمـي لـنزع اسـلحة الـدمـار الـشامـل

الخميس-2023-09-28 01:19 pm
جفرا نيوز -


جفرا نيوز - الفريق الركن حسين الحواتمه

كـنت انـوي الاسـتمرار بــالــكتابــه عــن تــطورات الحــرب الــروســية الاوكــرانــية ولمســت تــفاعــلا كــبيرا مــن المهــتمين فــي هــذا الــشأن، وكــانــت مــعظم المــداخــلات ان اكــتب عــن تــأثــيرات هـذه الـتطورات عـلى بـلدان الـعالـم الـعربـي والشـرق الاوسـط بـشكل عـام .

 الاّ انـه صـادف يـوم أمـس الـثلاثـاء المـوافـق 26 ايـلول الـيوم الـعالمـي لازالـة اسـلحة الـــدمـــار الـــشامـــل، وبـــما أن المـــوضـــوع لـــم يـــلقى اهـــتمامـــاً كـــبيرا مـــن الـــساســـة والمحـللين وانـشغال الـغالـبية إمـا بـالحـديـث عـن الـتعديـل الـوزاري او الـتهانـي والـــــتبريـــــك ، فـــــقد قـــــررت ان لاتـــــمر هـــــذه المـــــناســـــبه دون الحـــــديـــــث عـــــن خـــــطر اســـلحة الـــدمـــار الـــشامـــل والـــذي تـــملكه بـــعض دول الـــجوار لـــلوطـــن الـــعربـــي ويـــسعى الـــبعض الاخـــر لامـــتلاكـــها، وســـأتـــطرق لـــلموضـــوع مـــن خـــلال طـــرح ســــــؤالــــــين مــــــهمين والاجــــــابــــــه عــــــليهما ، والــــــسؤال الاول لمــــــاذا تــــــسعى الــــــدول لامــتلاك مــثل هــذه الاســلحه ؟ ولــلاجــابــة عــلى هــذا الــسؤال يــجب ان نــعترف ان كـــــل دولـــــه تـــــعتبر دول الـــــجوار تـــــشكل تحـــــديـــــا لـــــها فـــــي احـــــسن الاحـــــوال وتهـديـدا ان كـان هـنالـك نـزاعـات لاي سـب ٍب كـان ، فـمثلاً اذا تـفحصنا الـحالـه الايـرانـيه نجـد أن ايـران تـعتبر نـفسها الـحامـي لاتـباع المـذهـب الـشيعي فـي المــنطقه، و أن جــميع الــدول الــعربــيه تــقع ضــمن مــنطقتي الاهــتمام والــتأثــير وبــما أن مــحصلة الــقوه الــعسكريــه والاقــتصاديــه والبشــريــه الــعربــيه مــجتمعه تــــــفوق قــــــدرات ايــــــران فــــــي كــــــافــــــة المــــــجالات، فــــــلابــــــد مــــــن تــــــعويــــــض الــــــنقص الـحاصـل فـي الـقوه الايـرانـيه مـن خـلال امـتلاك اسـلحة دمـار شـامـل وقـدرات صـاروخـيه وجـويـه لايـصالـها لابـعد نـقطه فـي مـناطـق الاهـتمام والـتأثـير وكـما اســلفت جــلها دول عــربــيه ، أمــا بــالنســبه لاســرائــيل فــهي تــعتبر أن الــوضــع الـجيوسـياسـي والـجيوسـتراتـيجي يـشكلان تهـديـدا مـباشـرا لـوجـودهـا، وكـانـت اخـر تـجاربـها المـريـره اثـناء حـرب رمـضان عـام ١٩٧٣، حـيث فـوجـئت بـهجوم مــــن الــــجبهه الــــسوريــــة الــــشمالــــيه والــــجبهه المــــصريــــه الــــجنوبــــيه بــــالــــرغــــم مــــن قـــدراتـــها الاســـتخباراتـــيه المـــتقدمـــه والـــدعـــم الاســـتخباراتـــي الـــذي تـــقدمـــه لـــها.

الـــولايـــات المتحـــده وبـــعض الـــدول الـــغربـــيه، وقـــد كـــان قـــرار اســـرائـــيل لامـــتلاك مــــثل هــــذه الاســــلحه قــــرارا اســــتراتــــيجيا فــــي بــــدايــــة الخــــمسينات مــــن الــــقرن المـــاضـــي، فـــي الـــوقـــت الـــذي كـــان جـــنرالات جـــيوش بـــعض الـــدول مـــنشغلون بـالـسياسـه والمـؤامـرات والانـقلابـات والاصـل ان يـكون شـغلهم الـشاغـل تـدريـب و تــطويــر قــدرات الــتشكيلات الــعسكريــه ، وأن الــجنرالات يــفهمون الــسياســه ولا ينخــرطــوا بــها ، ومــن بــاب الانــصاف ولــيس الــتحيز فــإن الــقوات المســلحة الاردنـــيه / الـــجيش الـــعربـــي كـــان و لايـــزال ومـــنذ الـــتأســـيس جـــيشاً يـــحترف الـعسكريـة و مـتفرغ لـلتدريـب والـتطويـر والـقيام بـواجـباتـه المـتمثله فـي الـدفـاع عـــن الـــوطـــن ضـــد اي عـــدوان خـــارجـــي، وقـــد عـــزّز ذلـــك جـــلالـــة الـــقائـــد الاعـــلى المـــلك عـــبدالله الـــثانـــي بـــن الحســـين مـــن خـــلال التحـــديـــث الـــذي شهـــدتـــه كـــافـــة صـنوف الـقوات المسـلحة والـذي عـاصـرت جـزءاً كـبيرا مـنه اثـناء خـدمـتي فـي الـــعمليات الـــخاصـــه، وقـــد ظهـــرت نـــتائـــج هـــذا التحـــديـــث والـــتطويـــر مـــن خـــلال تــنفيذ الــواجــبات الاحــترافــية الــتي تــنفذه وحــدات المــناوره ووحــدات الاســناد الــناري والاداري ، فــي حــمايــة الحــدود والمــشاركــه فــي حــفظ الأمــن والســلم الـعالمـيين تـحت مـظلة الامـم المتحـده فـي مـناطـق كـثيره مـن هـذا الـعالـم . 

أمـا الـسؤال الـثانـي مـاهـو خـطر مـثل هـذه الاسـلحه عـلى أمـن و اسـتقرار المـنطقه ؟والـجواب انـه فـي حـال انـدلاع حـرب تـقليديـه جـديـده بـين أي مـن الـدول الـتي تــمتلك اســلحة دمــار شــامــل ودولــه اخــرى وفــي حــال الــلجوء لاســتخدام هــذه الاســلحه فــإن الــتأثــير المــدمــر ســيؤثــر عــلى مــناطــق واســعه واحــداث خــسائــر بــالارواح والــبنيه الــتحتيه، و تــحتاج مــرحــلة اعــادة الــبناء والــتعافــي الــى وقــت طـويـل ، وايـضاً فـي حـال تـمكن ا ٍي مـن المـنظمات الارهـابـيه الـحصول عـلى مـثل هـذه الاسـلحه فـإنـها سـتقوم بـاسـتخدامـها دون اي رحـمه او تـردد ضـد المـدنـيين الابـريـاء . 

أمـا لـلاجـابـه عـلى سـؤال الـخاتـمه مـاهـو المـطلوب عـربـياً و عـالمـياً لـنزع هـذه الاسـلحه و الحـد مـن انـتشارهـا ؟ فـالمـطلوب تـفعيل مـعاهـدة الحــــد مــــن انــــتشار الاســــلحة الــــنوويــــه ، و تــــبني اســــتراتــــيجيه عــــربــــيه فــــاعــــله ومـؤثـره لـلضغط الـسياسـي والـدبـلومـاسـي عـلى مـنظمات الامـم المتحـده ذات الاخـتصاص ، لـلقيام بـدورهـا فـي حـمايـة الأمـن والسـلم الـعالمـيين مـن خـلال نـزع هـذه الاسـلحه وايـقاع اشـد الـعقوبـات عـلى اي دولـه تـسعى لامـتلاكـها ، و الــــــتعاون الاســــــتخباري الــــــعربــــــي المشــــــترك لــــــتتبع اي مشــــــروع لانــــــتاج او تــصنيع ايــاً مــن هــذه الاســلحه والمــباشــرة فــي احــباط المشــروع فــي بــدايــاتــه وقــــبل ان يــــصبح امــــراً واقــــعاً لا مــــفر مــــن قــــبولــــه والــــتعايــــش مــــعه . 


© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير