النسخة الكاملة

مخاوف أردنية من الكوارث .. نصف مباني عمّان قديمة واجتماعات حول "كودات البناء"

الخميس-2023-09-17 04:22 pm
جفرا نيوز -
جفرا  نيوز  - عقدت اللجنة الوطنية الأردنية المعنية بكودات البناء اجتماعا تنسيقيا له علاقة هذه المرّة بانشغال منصات التواصل الاجتماعي للمواطنين الأردنيين بأحداث الزلازل والفيضانات وسط تزايد الانطباع بأن تراكم السيول واحتمالات حصول فيضانات جزئية في الموسم الشتوي الوشيك في الأردن مسألة ينبغي أن يتم الوقوف عليها وطنيا في إطار سلسلة من الخطط والاحتياطات.

والواضح لجميع المراقبين أن انشغال الأردنيين بما حصل في ليبيا والمغرب يدفعهم باتجاه طرح تساؤلات عن الخطط الوطنية الوقائية تحت عناوين التعاطي مع الكوارث الطبيعية تحديدا خصوصا وأن حصول زلازل في تركيا القريبة وسوريا المُلاصقة للحدود.

 والآن في حوض المتوسط وبالقرب من المحيط الأطلسي وفي دول عربية أمر تابعه الأردنيون بشغف وهم يتسمرون على منصّات الإعلام بحثا عن أي معطيات أو معلومات جديدة ولا يوجد من الحكومة على الأقل جُهد ملموس في إطار التشاور مع الخبراء المختصين بالفيضانات والسيول والزلازل.

 لكن الانطباع قوى بأن كودات البناء في المدن الرئيسية الأردنية أساساً قوية ومتماسكة وصلبة وإن كانت بعض آراء المختصين قد حذّرت من تصدّعات مبان قديمة عمرها لا يقل عن 50 أو 60 عاماً في الكثير من أحياء عمّان العاصمة وخصوصا الجبلية.

والحديث هنا عن عمان الشرقية وسبق لمسؤول المكاتب الهندسية الخبير الهندسي عبد الله غوشة أن حذّر من أن نحو 60% من مباني عمّان العاصمة قديمة البناء ولم يقل غوشة إن هذه المباني مُعرّضة للمخاطر لكنّه طالب بجُهد وطني لتفحّصها.

ولعل الاجتماع الذي عقد مؤخرا على إيقاعات فيضانات وزلازل المغرب وليبيا لأعضاء اللجنة الوطنية لكود البناء ناقش الاحتمالات والسيناريوهات لا بل ركز أيضا على وضع الخطط والتنسيق ما بين المؤسسات في إطار وضع خطة وطنية وقائية لم يتم الإعلان عنها بصورة مركزية بعد.

والمرجح هنا أن مسائل التعاطي مع أحداث طبيعية لها علاقة بتغيّرات المناخ خصوصا في ظل انتظار الشتوية المُقبلة من المسائل التي دُرست بعناية ليس على صعيد الحكومة ولكن على صعيد مركز الأزمات الوطني والذي يعتبر الجهة الأكثر اهتماما بتلك التفاصيل والأكثر وضعا للخطط والبرامج بالخُصوص.

 والمركز نفسه أعلن الأحد عن تمرين وطني لثلاثة أيام يختبر خطط الإنقاذ والاستجابة حصرا في حال حصول هزات أرضية، الأمر الذي يُوحي بأن السلطات تستعد فعلاً لأسوأ السيناريوهات.

ولا يوجد مؤشرات على مخاطر الفيضانات أو زلازل محتملة في الأردن على الأقل، لكن الاقتراب من الصفائح التي تحصل فيها زلازل بين الحين والآخر في منطقة الشرق الأوسط يجعل المواطن الأردني مهتم بالمتابعة والتفاصيل ولا يدفع السلطات تجنبا لإثارة الفزع بطبيعة الحال وبسبب حساسية المسألة للكشف عن خططها وتفاصيلها وإن كانت العديد من التمارين الحيّة الميدانية قد جرت مؤخرا في إطار تدريب وطني على أكثر من صعيد لفرق الدفاع المدني وفرق الكوارث المحتملة في حال حصولها كان قد رصده الناس أو رصد الناس مثل هذه الفعاليات بين الحين والآخر دون فهم الأسباب.

ويتحدّث الخبراء عن نقص حاد في اتجاهين الأول هو زيادة مستوى الوعي والتثقيف الاجتماعي بكيفية التصرف في حال حصول سيول أو فيضانات أو حتى لا سمح الله زلازل خلافا لأن نقابة المهندسين كانت قد حذرت من تلك الأبنية القديمة ونسبتها قد تزيد عن 55% بدون تفحّص وطالبت عدة مرات بالتعاون معها لتشكيل لجنة وطنية تفحص المباني القديمة في عمان العاصمة حصرا وفي مدن كبيرة مثل الزرقاء وإربد.

 لكن هذه اللجنة لم تشكل وعملية الفحص يبدو أنها تخضع للتجاهل تجنبا لإثارة الحساسيات الاجتماعية أو لإثارة مُلاحظات يُمكن أن تُفسّر بطُرقٍ خاطئة من قبل المواطنين في الشارع مع عدم وجود أخطار حقيقية لكن أيضا مع عدم وجود أي احتمال لتجاوز حالة الأخطار في حال حُصول مكروه.  

 بكُل حال التحدّث عن تغيّرات المناخ والاستعداد للشتاء خطابٌ انشغلت به المؤسسات الأردنية مؤخرا.
 
رأي اليوم 
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير