جفرا نيوز -
جفرا نيوز - بقلم عوني الداوود
لطالما كان ملف «تنمية المحافظات» في مقدمة أولويات جلالة الملك عبدالله الثاني، إيماناً بأهمية هذا الملف في التنمية المستدامة والتخفيف من حدّة الفقر والبطالة، وخلق فرص عمل للشباب والمرأة، لذلك يواصل جلالته زياراته الميدانية لمحافظات المملكة ويستمع مباشرة من المواطنين وأبناء المحافظات لاحتياجاتهم ومتطلباتهم ويوجّه الحكومة للاستمرار بتنفيذ ما هو مطلوب من خدمات ومشاريع تنموية تنعكس آثارها على أبناء المحافظات مباشرة.
ولذلك أيضا فإن «تنمية المحافظات» من الأمور التي تم التركيز عليها في كثير من مبادرات «رؤية التحديث الاقتصادي»، وتمّ التعامل معها باحترافية ومهنية في صياغة «قانون البيئة الاستثمارية» الجديد، الذي منح حوافز أكثر للمستثمرين في المحافظات النائية تحديدا، وللمشاريع التي تخلق فرص عمل للشباب والمرأة.
كما أن «البنك المركزي» وبسياسته النقدية الحصيفة يدعم تنمية المحافظات من خلال حرصه الدائم -حتى حين يتم رفع معدلات الفائدة حفاظا على استقرار الدينار- يحرص «المركزي» على تشجيع الاستثمارات في المحافظات من خلال الابقاء على نسب فائدة أقل لمشاريع المحافظات والمناطق النائية عن غيرها من المشاريع.
«تنمية المحافظات» وبالتجربة العملية التي تمت وتتم بتوجيهات ملكية سامية لا تحتاج الى مليارات، بل ان بضعة ملايين كفيلة بإحداث الفرق في كل شيء ..في تشغيل الشباب وخلق فرص عمل للمرأة وتحسين الخدمات وتنشيط الحركة التجارية..الخ، وأكبر مثال على ذلك ما أحدثه مشروع واحد في محافظة عجلون مؤخرا وهو «تلفريك عجلون» من تنشيط للسياحة في المحافظة، انعكست إيجاباً على كافة القطاعات الاقتصادية ولا زالت تخلق مشاريع مباشرة وغير مباشرة، كما تستحدث مزيداً من فرص العمل المباشرة وغير المباشرة.. وكل ذلك من خلال إقامة مشروع ببضعة ملايين من الدنانير.
يوم أمس زار جلالة الملك عبدالله الثاني يرافقه سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد محافظة مادبا، والتقى جلالته بحضور سمو ولي العهد شيوخ ووجهاء وممثلين عن أبناء وبنات المحافظة، لافتاً جلالته إلى» أن لمأدبا مقومات كبيرة سياحيا وزراعيا، داعيا إلى وضع خطة شاملة لتطوير قطاعي السياحة والزراعة في مأدبا بالتنسيق مع المواطنين بما يعود بالنفع عليهم ويخفف من حدة الفقر والبطالة».
جلالة الملك أشار إلى «ضرورة الاهتمام بالقطاع الزراعي بمأدبا وفي لواء ذيبان، خاصة في مجال زراعة القمح والحبوب، بما يساهم في تعزيز منظومة الأمن الغذائي في الأردن».
كل محافظة من محافظات الأردن حباها الله بمقومات تختلف عن غيرها من المقومات، ومن المهم استثمار مقومات ومميزات كل محافظة من أجل جذب الاستثمارات التي تناسبها وخلق بيئة تنموية مستدامة.. ومن هنا جاءت توجيهات جلالة الملك للحكومة بضرورة استثمار مقومات مأدبا «السياحية والزراعية» ..سياحيا : بما حباها الله من كنوز سياحية دينية مسيحية في مكاور ونيبو وغيرهما، وبما تمتلكه مأدبا من مقومات زراعية سواء في لواء ذيبان أو غيره، خصوصا في زراعة القمح والشعير وهما مادتان أساسيتان يساهمان بتعزيز منظومة الأمن الغذائي.
ما طرحه أبناء مأدبا من أفكار ومقترحات يوم أمس أمام جلالة الملك، يؤكد استعداد أبناء وبنات المحافظة للعب دور أكبر في تنمية محافظتهم، انطلاقا من إيمانهم الراسخ بقدراتها وقدراتهم، وإمكانياتها وامكانياتهم، وأنهم قادرون على النهوض بمحافظتهم، وما يحتاجونه: دعم حكومي للبناء على النجاحات التي حققتها مأدبا مؤخرا وهذا ما أكد عليه رئيس الوزراء أمس أمام جلالة الملك سواء ما يتعلق بسعي الحكومة إلى تطوير موقع مكاور والعمل على ربطه بالمغطس ضمن درب الحج المسيحي، أو التسهيلات التي قدمتها الحكومة للمدينة الصناعية في مأدبا، اضافة إلى العمل على تحسين الخدمات على الطريق الملوكي، والدراسات تجريها الحكومة لطرح عطاء لإجراء توسعة جذرية لمستشفى النديم الحكومي أو إنشاء مستشفى جديد.
مأدبا استطاعت تحقيق أرقام تاريخية منها على سبيل المثال لا الحصر: ( 418.344 سائحا زاروا مأدبا لنهاية تموز الماضي) في حين زارها العالم الماضي ( 462688) سائحا، كما تحظى قلعة مكاور الأثرية بأهمية سياحية وتاريخية ودينية، فهي إحدى المواقع الخمسة على درب الحج المسيحي المعتمدة من قبل الفاتيكان، والذي يشمل أيضا المغطس وجبل نيبو وكنيسة سيدة الجبل ومارالياس.
باختصار: مأدبا قادرة أن تكون أنموذجا يحتذى بنجاح تنمية المحافظات من خلال استثمار مقوماتها السياحية والزراعية تحديدا.. وكل ما تحتاجه اليوم وضع خطة شاملة لتطوير قطاعي السياحة والزراعة فيها - كما دعا إلى ذلك جلالة الملك عبدالله الثاني يوم أمس -.