جفرا نيوز -
جفرا نيوز - بقلم محمد داودية
أصبحت ساحة سورية مركزا للمخدرات القادمة من إيران عبر العراق إلى سورية، كما أن سورية ولبنان اصبحتا تشكلان مركزا اقليميا لتصنيع وتوزيع الحبوب المخدرة. (تقرير الأمم المتحدة للجريمة والمخدرات).
تتصدى قواتنا المسلحة يومياً لمهربي المخدرات والسلاح، الذين يشكلون رأس الحربة وطليعة حواضن المنظومة الأقليمية للشر والإرهاب، التي تعمل في الجنوب السوري منتهزة انشغال روسيا بحربها في أوكرانيا التي كانت ضامنة اتفاقية درعا عام 2018 التي اطرافها الأردن وروسيا وأميركا وهي الاتفاقية التي اتاحت للنظام السوري بسط سيطرته على
المدن والقرى في محافظة درعا.
وقد تنبّه الملك عبد الله ونبّه مبكراً إلى أثر انصراف روسيا إلى حربها مع أوكرانيا على منطقتنا، وقد تحقق تحذير الملك من «تصعيد محتمل للمشكلات على حدودنا» في مقابلة مع الجنرال هيربرت ماكماستر ببرنامج Battlegrounds في 18 أيار 2022.
فالفراغ الذي نجم عن خروج روسيا من سورية «سيملؤه، كما قال الملك، الإيرانيون ووكلاؤهم».
تشكل عودة سورية المشروطة إلى الحاضنة العربية، البداية، ويجدر أن نثمن دور بلادنا البارز في هذه العودة التي تنسجم مع مصالحنا وأمننا الوطني.
على أن عودة سورية إلى الجامعة العربية، تشكل مدخلاً إلى حلحلة الاستعصاء في المأساة السورية، وهي عودة لا تعني نهاية هذه المأساة، ولا نهاية الشر المتدفق من سورية علينا. بل تعني أن هذه العودة، مدخلٌ إلى حل المأساة السورية، بما يشمل وقف إنتاج وتهريب المخدرات والسلاح إلى بلادنا، وعودة اللاجئين والمُهجّرين السوريين إلى مدنهم وقراهم، وإطلاق سراح المحتجزين والمعتقلين، ومباشرة عملية مصالحة سياسية طويلة الأمد قِوامها إجراء انتخابات حرة نزيهة بإشراف الأمم المتحدة، وإنهاء وجود ميليشيات المرتزقة الطائفية المسلحة: الإيرانية واللبنانية والعراقية والأفغانية والحوثية في جنوب سورية، التي يتفاقم وجودها ولا يتضاءل.
وتتمثل المأساة السورية في أنه تم إنفاق مليارات الدولارات وتهجير ملايين السوريين ومصرع نحو 400 ألف سوري، من أجل إزاحة رجل واحد هو بشار الأسد، وبدعوى دمقرطة سوريا !!.
والنتيجة أنه تم تدمير سورية، ولم يسقط الأسد، ولم تتمقرط سورية !!.