النسخة الكاملة

أسئلة تطرح على ألسنة الناس .. ماذا تغيّر بعد تصويب الأحزاب لأوضاعها وتأسيس أخرى ؟

الخميس-2023-08-21 11:12 am
جفرا نيوز -
جفرا نيوز – د. محمد أبو بكر

ثمّة تساؤلات بين الحين والآخر حول الواقع الحزبي الجديد الذي يعيشه الأردنيون ، وأهمّ هذه التساؤلات يكمن في معرفة التغيير الذي طرأ على الحياة الحزبية بعد صدور قانون الأحزاب الجديد ، ونجاح مجموعة من الأحزاب القائمة سابقا بتصويب أوضاعها ، وتأسيس أحزاب أخرى جديدة .

قد لا يلحظ كثيرون تغييرا جوهريا في الحياة الحزبية ، وهذا مردّه لإحجام قطاعات واسعة من المواطنين على الإنخراط في الأحزاب ، ربما لعدم الإيمان بما تطرحه ، أو أن المواطن ما زالت لديه الرهبة أو الخشية ، وعدم القناعة بكل تلك التصريحات التي تشير إلى أننا فعلا إزاء عمل حزبي جاد وحقيقي .

دعوات من أعلى الجهات في الأردن تدعو للإنضمام الى الأحزاب ، والشباب في عين الحدث ، وكذلك المرأة ، والأردنيون يتجهون لانتخابات نيابية ستكون مختلفة تماما عمّا سبق ، فهناك قائمة حزبية من 41 مقعدا ، والصراع الحزبي سيكون على أشدّه للإستحواذ على هذه المقاعد ، ورغم ذلك فواقع الحال يدعو لإثارة المزيد من الأسئلة ، التي ربما نجد إجابات لها في الأشهر القادمة .

عندما صدر قانون الأحزاب عام 1992 ، كان عدد المؤسسين خمسين عضوا فقط ، وتم الترخيص لأكثر من ثلاثين حزبا في غضون عام واحد ، كان هناك نشاط لافت لمعظم الأحزاب رغم عدم وجود روافع مالية لها ، ففترة التسعينيات من القرن الماضي شهدت نشاطات حزبية وتفاعل مع الأحزاب القائمة بصورة تختلف تماما عما يجري اليوم .

وقلناها سابقا ونكررها ؛ عدد المؤسسين لا يمكن له أن يصنع حزبا سياسيا قويا ، ففي بعض الدول يمكن الحصول على ترخيص الحزب من البلدية وبكل بساطة ، وفي دولة عربية مثل لبنان ، فإنّ الحصول على الترخيص يتطلّب فقط وجود سبعة أشخاص ، واليوم نحن إزاء قانون رفع الأعضاء المؤسسين إلى ألف مؤسس ، غير أن الوضع بقي على حاله دون تقدّم يذكر ، إلّا من قلّة قليلة من الأحزاب وخاصة الجديدة منها .

الساحة اليوم مفتوحة على مصراعيها للعمل الحزبي ، لا فيتو على أيّ جماعة تريد تشكيل إطار حزبي ، يتوافق مع الدستور والقانون ، غير أن اللوم يتركّز باتجاه القائمين على الأحزاب أو قياداتها التي فشل كثيرون في التعاطي مع المرحلة الجديدة ، ويمكن القول بأن العمل الحزبي ما زال يراوح مكانه باستثناء نشاطات لافتة لحزبين أو ثلاثة ، وهي احزاب جديدة تحاول تقديم نفسها باعتبارها ممثلة لقطاعات واسعة من المواطنين ، من خلال إشراكها في نشاطاتها وتفاعلها مع الشارع ، في حين نشعر بالغرابة وقد ارتأت الأحزاب القائمة في غالبيتها اختيار الغياب التام عن كافة قضايانا المحلية والعربية .

ليس هذا هو العمل الحزبي الذي يرغب به المواطن ، الذي يرنو لأحزاب يجدها في كل مكان ؛ في الشارع والمصنع والمدرسة والجامعة وبين أفراد الأسرة ، نريد عملا حزبيا يقودنا فعلا لحياة سياسية طال انتظارها ، فهل تصحو الأحزاب من غفوتها وسباتها ، وتنهض ، وننهض نحن معها ؟
 
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير