النسخة الكاملة

غالبية الأحزاب تخلّت عن قواعدها..وحالة غضب تسود..وحزب إرادة استثناء

الخميس-2023-08-20 09:56 am
جفرا نيوز -
جفرا – د. محمد أبو بكر

حالة من الغضب تسود أوساط القواعد الحزبية ، أو الأعضاء المؤسسين ، فغياب التواصل بين القيادة والقاعدة هو السائد ، وكأن آخر مطاف الأحزاب هو الحصول على الترخيص ليس إلّا.

لا يمكن أن يستقيم الواقع الحزبي على هذا النحو ، والحزب الحقيقي هو الذي يشتبك دائما مع قضايا المواطنين ، ويديم التواصل مع أعضائه في مختلف أنحاء الوطن ، والقيادات الحزبية تقع عليها المسؤولية في ضرورة عدم التخلّي عن أعضائها المؤسسين.

بعد الحصول على الترخيص ؛ اتّخذت الغالبية من الأحزاب مسارا واحدا يتمثل بالإنزواء في مكاتبها ، فلا حسّ ولا خبر ، فحالة الصمت باتت هي القاسم المشترك لدى الكثير من هذه الأحزاب ، والتي يبدو أنها لا تدرك معنى الحزب الحقيقي ، الذي يفترض أنه نشأ من بين الجماهير.

ومن خلال عدّة ملاحظات عمّا يسود في الحياة الحزبية ، لاحظنا بأن حزب إرادة هو الوحيد ربما الذي استمرّ على نفس نهجه ما قبل الترخيص ، فقيادة الحزب دائمة التواصل مع قواعدها في مختلف أنحاء المملكة ، والنشاطات مستمرة وفي أكثر من مكان ، عدا عن التشابك مع مختلف القضايا الوطنية ، مع تأكيدنا بأن الحزب يدرك بأن المرحلة المقبلة حزبية بامتياز ، ولا بدّ من إدامة التواصل والحوار مع قواعده ومع المواطنين بشكل عام ، خاصة وأن الإنتخابات النيابية المقبلة يمكن اعتبارها بأنها باتت على الأبواب .

وفي ذات الوقت نفضت الغالبية العظمى يديها من اعضائها المؤسسين ، وكأن دور هؤلاء انتهى بعد انتهاء عقد المؤتمر التأسيسي ، وهذا يؤشر لفراغ فكري وعدم إدراك الواقع ، مع ورود معلومات بوجود حالات من الغضب على قيادات حزبية لا تعي الواقع ، وهي باتت تحت رحمة مؤسسين لا يروق لهم ما يجري بحقّهم.

هذه العجالة يمكن اعتبارها بمثابة رسالة موجّهة لكافة الأحزاب دون استثناء بضرورة عدم إهمال القواعد الحزبية ، وأهمية التواصل معها ، في الوقت الذي تنشط فيه أحزاب محدودة استعدادا للإنتخابات المقبلة ، ولكن يبدو أن أحزابا عديدة لا يعنيها ما هو قادم ، فقد نالت الترخيص ، وكأنّ ذلك هو النجاح بعينه ، وهي لا تدرك بأن المشوار الحقيقي لم يبدأ بعد ، والمواطن الأردني هو الذي سيحكم بنفسه على نجاح بعضها أو فشلها .

© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير