الفايز : الملك غير راضٍ عما يحدث
الفايز : سندق ناقوس الخطر إذا لم تتصرف الحكومات وتخرج للميدان
الفايز : لا خلافات بيني وبين سمير الرفاعي
الفايز : قانون الجرائم الإلكترونية لا علاقة له بالتحديث السياسي
الفايز : أدعو لميثاق وطني يمنع الواسطة
الفايز : لولا الوصاية الهاشمية لهودت القدس
الفايز : لا أعتقد أن الانتخابات النيابية ستؤجل
الفايز : لن يفكر الشباب بالأحزاب وهم بلا عمل ودخل
الفايز : الإصلاح عملية ليست سهلة
الفايز : الانتماء للعرش ومن ثم العشيرة
الفايز : كبار البلد من ينتمون للوطن وقيادته
جفرا نيوز - أجرى الحوار - فرح سمحان
محور الإصلاح السياسي والأحزاب
أكد رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز أن جلالة الملك عندما طرح الأوراق النقاشية وضع خارطة طريق للوصول إلى الإصلاح من جوانبه كافة السياسية والاقتصادية والاجتماعية ؛ لافتًا أن طموح جلالته يتمثل بالوصول إلى البرلمان الحزبي وحكومة تنبثق عن الأحزاب في مجلس النواب أي أحزاب قوية تحت القبة بعد 3 دورات برلمانية.
وبين الفايز في مقابلة موسعة مع وكالة جفرا نيوز في حديثه عن محور الإصلاح ؛ أن ثقافة المجتمع المرتبطة بالعشيرة التي هي مكون أساسي وساهمت في بناء مؤسسات الدولة منذ تأسيس الإمارة إلى جانب الجهوية والمناطقية المسيطرة "ولا يمكن إنكار ذلك" والأحزاب الضعيفة ؛ جميعها جعلت الحاجة مُلحة لإجراء تعديلات دستورية وتعديل لقانوني الانتخاب والأحزاب السياسية التي بدأت تتطور الآن على الساحة .
الفايز قال إنه عندما سئل في إحدى الجامعات خلال ندوة عن تكرار الوجوه وتبوأ رجال الدولة للمناصب ذاتها وأنه لا تغيير على البنية الحزبية ، أجاب أن ذلك يحتاج وقت وجهد وسعي من الأشخاص أنفسهم .
وتابع قائلا ، إن هناك شخصيات تتزعم الأحزاب ، لكن الأشخاص عليهم بالمستقبل مسؤولية انتخاب الشباب ، وهذا قد يحتاج من 4 - 5 سنوات لحين تطور الثقافة الحزبية لديهم .
وأضاف الفايز أن الملك حريص دائما على الشباب ومستقبلهم ، كونهم سيتبوءون المناصب مستقبلا وهذا ما يجب التركيز عليه .
"العملية مش سهلة وتحتاج تدرجا" هذا ما اصطلح على تسميته الفايز بشأن الإصلاح السياسي .
وأشار الفايز إلى أن وجود أحزاب قوية تستطيع أن تتحمل المسؤولية ، أمرا من شأنه توفير الراحة للملك الذي يحمل دائما الهم الوطني ومصر دائما على الإصلاح السياسي .
"العرش والعشيرة"
المضي قدما في مسيرة الإصلاح السياسي يتطلب تدرجا وابتعادا عن الجهوية والمناطقية وهذا يتطلب تغيير في العملية التربوية ، لأن العشيرة هي أهم مكون بعد العرش .
وقال " ولاءنا وانتماءنا للعرش ومن ثم للعشيرة ، فعندما تتغير هذه النظرة من العشيرة إلى الحزب فلكل حادث حديث .
وشدد على فكرة أن جلالة الملك مصر على إنجاح العملية الحزبية والدور الكبير الملقى على عاتق الشباب في تطويرها وتنمية ثقافتهم الحزبية والعامة ، لافتا أنه تفاجئ من أن بعض لا يعرف عن تاريخ بلده بأمور مثل تاريخ تأسيس الإمارة وغيرها .
"من يريد العمل في الأحزاب عليه أن يمتلك ثقافة واسعة حتى يتبوأ المناصب" ، وفق الفايز
الاقتصاد وعلاقته بالإصلاح السياسي
يعود الفايز ويؤكد بأنه لا يمكن أن يكون هناك إصلاح سياسي دون التركيز على تنمية الاقتصاد الأردني ، لافتا أنه ومنذ تسلم جلالة الملك مسؤولياته بـ 1999 وحتى 2006 كانت الدنيا "قمرة وربيع" على حد تعبيره .
وقال إنه لا يبرأ الحكومات من بعض الإخفاقات ، لكن الوضع الإقليمي والدولي أثر على نمو الاقتصاد الأردني .
وعلى صعيد ملف الطاقة ، لفت أنه ما قبل سقوط النظام بالعراق عام 2003 ، كان الأردن يأخذ النفط من العراق نصفه مجانا ونصفه بأسعار تفضيلية ، ولم يكن هنالك مشاكل تتعلق بالطاقة ، وبالتالي بعد هذا التاريخ أي 2003 خسر الأردن النفط العراقي .
وبين أن الأردن خسر أيضا مصدرا آخر للطاقة ، وهو أنبوب الغاز العربي وذلك نتيجة تعرضه لتفجيرات مع بدء مرحلة الربيع العربي واصفا إياها بالرماد العربي الذي دمر العالم وقوض الاستقرار السياسي ، لافتا أن الهدف منه كان نبيلا لكن نوايا البعض كانت خبيثة وإسرائيل هي المستفيدة من كل ما حصل ، ومن ثم تطرق للحديث عن الأزمة المالية العالمية في عام 2008 وانعكاساتها .
الفايز وعلى الرغم من الحديث عن كل الأمور التي أثرت على الاقتصاد في الأردن ، إلا أنه تحدث عن الإنجازات التي تحققت ، حيث قال " من ينكر وجود الإنجازات العظيمة في عهد الملك عبدلله هو جاحد على وطنه" .
ولفت إلى أن وصول معدل البطالة لـ 25% يؤثر على الأمن المجتمعي ونفسيات الشباب ، وهذا يتضارب مع الدعوات في الانضمام إلى الأحزاب ، لأن الشاب يحتاج لوظيفة ودخل ولن يفكر بالأحزاب إذا كان وضعه المادي مترديا .
المسؤولون والميدان
يرى الفايز بأن المسؤولين عليهم دور في تنمية الاقتصاد من خلال النزول إلى الميدان وزيارة المحافظات والتركيز على قطاعات مهمة مثل الزراعة والصناعة ، فأي مسؤول بالدولة الأردنية عليه النزول إلى الميدان وبكل المحافظات ، مثلا زيارة العقبة والاطلاع على الأراضي التي يمكن استغلالها للزراعة وتوزيعها على الشباب مع تأمين البنية التحتية والنفقات الرأسمالية مع إعطاء فترة سماح من 2-3 سنوات والالتزام بزراعة ما يتم تحديده لهم .
مثلا الأردن يدفع 150 مليون دينار دعم للأعلاف ، متسائلا : لماذا لا نزرعها؟
وبين أن هناك صعودا في قطاعات عدة مثل الصناعة والسياحة وغيرها لكن لم نر أنه انعكس على الواقع المعيشي للمواطن الأردني ، داعيا كل مسؤول إلى التوجه للميدان لمعرفة مصادر المياه والأراضي التي يمكن زراعتها وهذا يقع في نطاق تنمية المحافظات وسينعكس بشكل واضح على النمو الاقتصادي ككل .
ونوه الفايز في هذا السياق إلى أنه لا يضع اللوم فقط على الحكومات بل مؤسسات الدولة كافة معنية بذلك ، فلجان مجلس الأعيان وفق الفايز تجري على الدوام زيارات ميدانية للمحافظات ويطرحون الأفكار ويرسلون توصيات للحكومة .
"الله يعين جلالة الملك" ، من هنا دخل الفايز في حديثه إلى توجيهات جلالته التي يجب على المسؤولين تنفيذها .
" روحوا برا ودقوا الباب على المستثمر وجيبوا" ، هذا ما قاله الملك لمسؤولين ، إذ يرى الفايز بأن هناك أمور تعيق عمل الاستثمار حتى المواطن نفسه يواجهها إذا كان يريد خدمة ، فلا انضباطية ولا كفاءة ولا انتاجية ولا أعمم ، وفق الفايز .
وتابع " الوزير أو المسؤول في هذا الظرف عليه أن يكون ميدانيا بالزيارات وإعطاء مدة محددة لعمل كل مؤسسة تتبع له من 3 - 6 أشهر في حال وجود تقصير أو خلل ، وأن يتحدث بلهجة مفادها " يا بتشتغلوا يا بتخذ إجراء" .
الفايز ضرب مثلا عن الشعب الأردني بقوله "لاقيني ولا تغديني" إذ وصفه بالواعي والمثقف ، مشيرا إلى أن المسؤول عليه فتح حوارات مع الجميع لأن الملك شدد في أوراقه النقاشية أن الحوار واحترام الرأي والرأي الآخر هو الأساس .
وحذر الفايز من دق ناقوس الخطر لاحقا حال عدم التصرف والنزول إلى الميدان والتواصل مع الناس ووضع المدد الزمنية ، مثلا خطة الحكومة بتوفير مليون فرصة عمل خلال 10 سنوات تحتاج لمدد زمنية حتى يكون هناك ثقة بينهم وبين الشارع ، وهنا على المسؤول أن يكون عونا لملك لا عبء عليه .
"زفاف ولي العهد"
في حديثه لـ "جفرا" أشار الفايز إلى أن نتائج عرس ولي العهد أثبتت عمق العلاقة بين جلالة الملك وشعبه ، على الرغم من كل المتاعب والتحديات الاقتصادية ، فالناس أثبتوا ولاءهم وانتماءهم لجلالته حتى مع وجود من يشكك بهذه العلاقة .
ونوه الفايز إلى أنه لا ينتقد الحكومة بل يضع النقاط على الحروف ، لافتا أنه يتحدث ويضع يده على الجرح لكن يعود الأمر لهم في الأخذ بما يقوله أم لا من بات تجربته السياسية العميقه وتراكم الخبرات بحكم عمله من الراحل المغفور له الملك الحسين وجلالة الملك عبدالله ونظرته للساحة الأردنية من نافذة مجلس النواب والأعيان وكل المناصب التي تسلمها .
هل جلالة الملك راض عما يحدث ؟
"طبعا لا" ، هكذا رد الفايز على سؤال "جفرا" حول رضا الملك عما يدور في الساحة المحلية ، لافتا أنه يعقد اجتماعات ويحث الحكومة ومجلسي النواب والأعيان ودائما يسعى ، على الرغم من كم الضغط الهائل الذي يتعرض له ولا يمكن لأحد تحمله .
وقال ، "الملك لديه رسالة العائلة الهاشمية ومبادئ الثورة العربية الكبرى ، وأدعو الله أن يكون في عونه لأنني أعلم حجم العمل الذي يقوم به ولا وقت لديه للراحة مع سعيه المستمر لتحسين مستوى معيشة المواطنين " .
الملك : " رؤى التحديث الإداري والاقتصادي ستسمر حتى مع تغير الشخوص" ، علق الفايز على ذلك بأن الملك هو صاحب القرار بتغيير الحكومة ولا أحد يؤثر على قراره .
وتابع : "كنت دائما أدعو إلى وجود استراتيجية للدولة وليس للحكومة " ، وأن تلتزم كل الحكومات بها وبتوجيهات الملك .
قانون الجرائم الإلكترونية
بدأ الفايز رده على أسئلة هذا المحور بقوله " هل يقبل أحد بالتعرض للأعراض والإساءة والشتم والذم والمساس بالأمن المجتمعي والخصوصيات والأخبار الكاذبة؟
ثم أكد أن القانون وضع للمسيء فقط ولا علاقة للصحافة والإعلام به ، قائلا إنه كرئيس مجلس أعيان يدعم الإعلام الوطني الحر ولا أحد ضد النقد البناء وما يحكم عمل الوسائل الإعلامية هو قانون المطبوعات والنشر .
وتحدث الفايز كمثال عن أحد الزملاء الإعلاميين الذي زل لسانه بحديثه عن عشيرتين نجلهما ونحترمهما ، كان له ردود فعل كبيرة ، لافتا أنه ضد التعرض للعشيرة بينما القضاء هو الفيصل والقاضي يحكم بحجم الإساءة .
وأضاف أن الأردن مستهدف وهناك حسابات وهمية خارجية تحاول زعزعة الاستقرار الأردني ، لافتا أن كل ما وضع في مجلس الأمة من تعديلات وحتى النقاشات هدفها الردع .
وبين أن حجم الإساءىة كبير على مواقع التواصل الاجتماعي ليس للمسؤولين فقط بل أيضا للمواطنين أنفسهم .
وأوضح أننا بحاجة لإجراء محادثات مع شركات مواقع التواصل لمنع الإساءة من خلال وضع آليات معينة ، ومخاطبات لفتح مكاتب لهذه الشركات .
خلافات مع سمير الرفاعي ... ما حقيقتها؟
نفى الفايز وجود خلافات بينه وبين نائبه في مجلس الأعيان ، لافتا أن الأمور العائلية لا علاقة لها بعلاقتهم على المستوى السياسي وهناك احترام متبادل .
وعن السيناريوهات التي اقحمت الرفاعي في إقرار قانون الجرائم الإلكترونية في مجلس الأعيان ، قال الفايز إنه لم يحدث أي خلاف بينهما في النقاشات حول القانون ، ومن وضع أية أخبار تربط موقف الرفاعي من القانون لم يكن دقيقا لأنه سيلتزم أولا وآخيرا بقرار المجلس وحتى لو ترأس الجلسة في حال غيابي فلا لوم عليه لأن هذا قرار دولة .
وتابع الفايز أن القانون ضد المسيء ويحمي الجميع وليس المسؤولين فقط ، مؤكدا أنه لا علاقة للقانون بالإصلاح السياسي والتنمية .
علاقة النواب والأعيان
الفايز يدافع عن مجلس النواب ولا يرى أنه فقد رونقه أو أنه مجلس ديكور ، لافتا أن النائب يأتي دون خبرة في بدايته بينما الأعيان معينين من قبل الملك وجميعهم لديهم خلفيات سياسية واقتصادية واجتماعية ، وهنا يكمن الفرق .
وتابع " هناك مخضرمين في مجلس النواب ولديهم خبرة هائلة ومنهم من التحق حديث في العمل السياسي ويحتاجون لوقت حتى يتمكنوا منه .
وأشار إلى أنه لا يعتقد أن يتم تأجيل الانتخابات البرلمانية ، سيما مع تخصيص 41 مقعدا للأحزاب والسعي لإنجاح هذه التجربة .
الواسطة والمحسوبية
الفايز يقول إن هناك بعض الدول تجرم الواسطة ، وأنه مستعد لوضع ميثاق وطني يمنعها حال التزام الكل به ، بتوقيع جميع زعامات الأردن من مسؤولين وعشائر ، وهي جزء من الثقافة ولا يمكن السيطرة عليها إلا بهذه الطريقة .
من هم "كبار البلد"
الفايز أجاب على هذا السؤال وقال إن لا أحد يصنف على أنه من كبار البلد إلا بمقدار حبه ووطنيته وولائه وانتمائه لوطنه وقيادته .
إسرائيل واضطراب العلاقة مع الولايات المتحدة
الفايز جدد التأكيد على موقف الأردن بقيادة الملك من القضية الفلسطينية ، بمقولة " لا للتوطين ولا للوطن البديل والقدس خط أحمر" ، ولولا الوصاية الهاشمية لهودت القدس .
وبين أن علاقات الملك الدولية والإقليمية المتميزة يعمل لوقف الاستفزازت الإسرائلية تجاه قبة الصخرة والمسجد الأقصى .
وقال إن الشعب الفلسطيني مجاهد ولا أحد يمكنه كسر شوكته ، لكن توتر العلاقات بين أمريكا وإسرائيل هل تمت ترجمته على أرض الواقع بحيث يتم وضع ضغوطات سياسية واقتصادية عليها تجاه ممارستها ضد الشعب الفلسطيني .
الفايز بين أن البرلمانات الغربية عليها مسؤولية الضغط على إسرائيل حتى تغير موقفها ، ولا يمككنا مجابهة إسرائيل دون موقف عربي موحد .
وأضاف وجهت سؤال لرئيس مجلس الشيوخ الفرنسي فيما إذا كان ممكنا وضع عقوبات على إسرائيل ، فأجاب بلا .