كلاسيكو التعديلات .. الأعيان خطفوا الكرة من النواب .. هدف في الدقيقة الـ 90 دون "شعبوية"
الخميس-2023-08-02 05:59 pm
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - فرح سمحان
سدد مجلس الأعيان الهدف في الدقيقة 90 وخطف نقاط الارتكاز بتصويب مواطن الخلل التي أحدثت جدلا في بنود عقوبات قانوني "الجرائم الإلكترونية" ومعدل السير ، إذ طغت النظرة القانونية واللغوية والنقاش بعقلانية على أجواء الجلسات ، ما وضع النواب في خانة اليك واختزل دورهم على مداخلات بعضها وصفت بالشعبوية لا "الشعبية" .
تعديلات الأعيان على المواد 15 و 16 و 17 من قانون الجرائم الإلكترونية ، والتي تضمنت منح القضاء إمكانية الحكم بـ"السجن أو الغرامة أو كليهما" بدلا من ازدواجية العقوبة ، وتخفيض غرامة "اغتيال الشخصية" ، كانت ضربة المُعلم التي جعلت النواب يبدون إعجابهم بها بشيء من الغيرة الإيجابية وقول بعضهم إنهم أشاروا لذات التعديلات لكن لم يؤخذ بها .
الأعيان أو كما اصطلح على تسميته "مجلس الملك" ناقشوا البنود الواردة في القانون الجدلي بنظرة منطقية التمست حال المواطنين وحتى لا تأخذ أثرا رجعيا سلبيا على المدى البعيد ، إذ لم يتناكفوا ولم يتصادموا بل كانت النقاشات "واضحة وصريحة" ، ولم تخرج عن النص إلا بما فيه المصلحة العامة .
حبذا لو كان مجلس النواب "ممثل الشعب " قادرا على ضبط وضعية "النقاش العقلاني" عند إقرار أي قانون أو التصويت عليه ، ربما بالفعل تطرق النواب لنفس التعديلات التي أقرها الأعيان لكن فوضى المداخلات وخلط الحابل بالنابل عند البعض أفقد المناقشات قيمتها ولم يخرجوا بتعديلات مرضية أو "عليها العين" .
مجلس الأعيان رديف قوي جدًا وصلب إلى جانب النواب في مطبخ القرارات والتشريعات ، الحكمة والخبرة الطويلة عند الأعيان الذين ترأس أغلبهم حكومات ووزارات وكانوا نوابا من قبل ، هي بمثابة فرامل تحمي النواب في أحيان كثيرة من اللغط أو اللغو ، وهذا ما كان واضحا خلال سيناريو مناقشات القوانين الحاسمة "الجرائم الإلكترونية والسير" .