جفرا نيوز -
جفرا نيوز - بقلم إسماعيل الشريف
«أتمنى أن يصل الدين إلى أهل السياسة، ولا يصل أهل الدين إلى السياسة»، الشيخ محمد متولي الشعراوي.
صادفت الأسبوع الماضي الذكرى الرابعة لوفاة الرئيس المصري السابق محمد مرسي، رحمه الله.
بعد الربيع العربي وفي أول انتخابات رئاسية نجح الإسلام السياسي في الوصول إلى الحكم في أكثر من دولة عربية، ثم تم الانقلاب عليهم ونكل بهم وطوردوا وساحوا في الأرض، بعد أن التقت عوامل كثيرة منها أن دولاً قد خافت أن تنجح فيها تجربة حكم الإسلام السياسي فينتقل إليها الربيع.
لم يتعلم أحد من التجربة الناصرية، فقد ذهب عبد الناصر وبقي الإخوان المسلمون، والآن بعد حوالي عشرة أعوام من محاولات سحق الإسلام السياسي في عدد من الدول العربية، فالأمر لم ولن ينجح، هذا ما تثبته الدراسات بعيدًا عن صخب الإعلام العربي.
في استطلاعين مختلفين للرأي تفصل بينهما سنة إجماع بأن هنالك عودة قوية للإسلام السياسي لجميع الفئات العمرية، خاصة الشباب الذين يريدون دورًا أكبر للدين في السياسة.
فدراسة مؤسسة أصداء للدراسات الاستراتيجية في الإمارات العربية المتحدة التي صدرت عام 2022، قالت بأن 41% من عينة الاستطلاع البالغة 3400 شاب عربي من سبع عشرة دولة تتراوح أعمارهم بين 18-24 عامًا، يرون أن الدين هو أهم عنصر من عناصر هويتهم، ويتفوق على الأصل والجنسية والعِرق.
وتضيف الدراسة بأن 56% من المشاركين يريدون أن تستمد قوانين بلادهم من الشريعة والقوانين الإسلامية، و70% أعربوا عن قلقهم من تراجع قيمهم التقليدية، و65% منهم يريدون الحفاظ على هويتهم الدينية والثقافية ويرفضون العولمة.
وفي دراسة للباروميتر العربي -وهو مؤسسة بحثية مستقلة متخصصة باستطلاعات الرأي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا- أثبت استطلاعهم الذي صدر في شهر أيار من العام 2023، أن 50% ممن شملهم الاستطلاع يريدون أن يكون لرجال الدين تدخل أكبر في السياسة، ويقول مايكل روبينز -المدير والباحث الرئيسي في المؤسسة-: هذه هي المرة الأولى منذ الربيع العربي التي يزداد فيها دعم الإسلام السياسي بشكل ملموس.
وفي الانتخابات التركية الأخيرة كان واضحًا أن التيار الديني المحافظ وراء فوز أردوغان، ورفع المسلمون أيديهم لله مبتهجين بفوز أردوغان، ولا أعتقد بأن هناك انتخابات قد حظيت بمثل هذا التفاعل الذي ظهر في الانتخابات التركية الأخيرة.
ولو حاولنا رسم الصورة الحالية في العالم العربي لوجدنا أن التدين يزداد، وهنالك تشكيك في السلطات السياسية ورفض مشايخهم، وأوضاع اقتصادية سيئة للغاية، وتراجع في الحريات والديمقراطية.
وقد أخطأت بعض الدول في تعاملها مع الإسلام السياسي فكانت سياساتها الوقاية منه بمحاربته بدلاً من علاجه، أي استيعابه وتعزيز الحريات والديمقراطية وحكم القانون.
فهنالك ثمة جمر تحت النار، وظروف مشابهة لقُبيل الثورات العربية قد تؤدي إلى ثورات دموية – لا سمح الله- قد تسفر عن أنظمة ثيوقراطية مستبدة، فينطبق علينا مقولة: "من الدلف إلى المزراب".