إخلاء طفلة من غزة لاستكمال علاجها بالمدينة الطبية حلف الناتو يدرس إمكانية فتح مكتب في عمان اعلان عمان أول عاصمة بيئية في الشرق الاوسط البنك المركزي يطرح سندات خزينة نيابة عن الحكومة بـ100 مليون دينار زخات مطرية على المملكة الخميس الشواربة: مركز تحكم لإدارة الأزمات والمخاطر في عمان تعزيز التخصص القضائي سرّع الإجراءات وجوّد الأحكام استطلاع : 54% من المستثمرين يرون أن الأمور تسير بـ "الاتجاه الخاطئ" الأمانة تستقبل 2434 شكوى وملاحظة خلال أيلول الماضي تنفيذ عطاء تنظيف مجاري الأودية ومناهل تصريف مياه الأمطار صحفيون جدد يؤدون القسم القانوني إعلان نتائج ترشيح الدورة الثانية للمنح الخارجية - رابط ضبط اعتداءات ضخمة على خط ناقل لمحافظات الشمال الأردن يوجه مذكرة احتجاج إلى السفارة "الإسرائيلية" الحنيطي يستقبل نائب الأمين المساعد لحلف الناتو السفير عياد يقدم أوراق اعتماده لرئيس جنوب إفريقيا إجراء حكومي يتعلق "بالمكسرات" قرارات مجلس الوزراء الأربعاء - تفاصيل موافقة على مشروع نظام العمل الأكاديمي بالجامعات والكليات الرسمية فئات بحاجة ضرورية لمطعوم الإنفلونزا الموسمية
شريط الأخبار

الرئيسية / قضايا و آراء
الخميس-2023-05-10 11:15 am

لصوص حاذقون

لصوص حاذقون

جفرا نيوز - بقلم رمزي الغزوي
من علامات نضج البطيخ جفاف الخيط الذي كان يغذي الثمرة، تغير لون البذور إلى البني الغامق والأسود، وأن يتحول سطح البطيخة الملامس للأرض من اللون الأبيض إلى الأصفر الفاتح، وكذلك صعوبة خدش قشرة البطيخة بظفر الإصبع، ولكن الموسيقى الرنانة تبقى أكبر برهان على النضج الصحيح.

غالبية الناس لا يلتفتون لعلامات النضج المتداولة في الإرشاد الزراعي، بل إنهم وبطريقة لا إرادية يلجأون إلى عملية التطبيل على البطيخة، من أجل سماع صوت رنان مكتوم، هذا الصوت يدلهم بشكل قاطع على حلاوتها واحمرارها، وهذه الطريقة الحاذقة لا يضطلع بها إلا كل صاحب أذن موسيقية مُدربة!.

من الناس من لا يقبلون الشراء، إلا على المضمون، ولهذا نجد بعضاً من أصحاب معرشات البطيخ الواثقين من بضاعتهم وجودتها يبيعون (ع السكين)، أي أن البائع يختبر البطيخة بأن يحدث فيها قطعاً مربعاً صغيراً برأس السكين، ثم يذيقها للشاري؛ فإن أعجبته؛ دفع ثمنها، ومضى!.

واحد من أصحاب معرشات الطرقات غالبه النوم بين كومة البطيخ، ولأنه عامل (نيو لوك) وحالق على الصفر؛ فقد ضاع رأسه بالبطيخات، وصدف أن لصاً تسلل إلى المعرش، وبدل أن يخطف بطيخة ويمضي، راح ينتقي واحدة على (كيف مخه) من الكومة، فقاده حظه العاثر إلى أن يتناول رأس البائع، ويطبل عليه تطبيلات خفيفة، ليحدد نضجها، وحلاوتها بالرنين!.

يصحو الرجل مفزوعاً؛ ويستغرب من وجود رأسه بين يدي اللص فينهره: ولك شو بتساوي؟!، فيرد اللص بوقاحة عابرة للمعرشات: أريد بطيخة حمرا زي الدم، فيضحك البائع: يا أزعر بكفيش إنك حرامي، وبدك إياها عالسكين كمان!.

اللصوص ألوان: لص صغير يلطش ما يقع تحت يده ويمضي، ربما ليطفئ جوعه وجوع أولاده. وهناك لص حاذق، لا يقبل الهبرة إلا على المضمون إو (ع السكين)، وكلما كبرت هامته وكبر مقامه، كانت لصوصيته ناضجة حمراء، وحلوة تغنيه لولد الولد.

اللص الحريف لن يتوانى عن اختبار كومات البلد، دون خوف، أو خجل. وإذا كنا نخاف من هذا، فنحن أخوف ممن يريدونها دوماً (ع السكين)!. وأكثر خوفاً ممن عاملوا رؤوسنا ويعاملونها ككومة بطيخ على قارعة الطريق، يطبلون عليها، ويتحسسونها، ويمضون ضاحكين.