النسخة الكاملة

أحزاب ومناسف وسهرات رمضانية

الخميس-2023-04-09 04:06 pm
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - بقلم الدكتور رافع شفيق البطاينة 

شهر رمضان المبارك، شهر عبادة ورحمة ومغفرة وعتق من النار، تكثر فيه المناسبات الاجتماعية والخيرية، والصدقات والمساعدات والإفطارات الرمضانية، للفقراء واليتامى وغيرهم من الأسر المحتاجة، وغير ذلك من النشاطات التكريمية لعمال الوطن، والمتقاعدين ووووووو الخ، في هذا الشهر يختلط الحابل بالنابل، حيث النشاطات الحزبية والأمسيات الرمضانية الثقافية والفنية المنظمة من قبل مؤسسات المجتمع المدني، أو الحكومية تحت إشراف الحاكمية الإدارية، بدعم وإشراف حكومي، وبنفس الوقت هناك النشاطات الحزبية، وولائم المناسف للنخب السياسية القيادية والإدارية وهكذا دواليك، وهناك من يمارس طقوسه الدينية من المواظبة على قراءة القرآن الكريم، أو الإلتزام بصلاة التراويح وقيام الليل، وبين هذا وذاك، تقف الطبقة المتوسطة وطبقة الفقراء موقف المتفرج، والمتابع لهذه الولائم على أنين أصواتهم من إرتفاع الأسعار للمواد المعيشية الأساسية، وجيوبهم الفارغة من الأموال، وبنفس الوقت هناك اعتصامات ووقفات احتجاجية هنا وهناك دعما للمسجد الأقصى، وصمود أهلنا في فلسطين، وبيانات إدانة حزبية ومجتمعية ورسمية ضد ما يحدث في المسجد الأقصى من اعتداءات واعتقالات واستفزازات من قبل الجانب الاسرائيلي، تناقضات متناقضة غريبة وعجيبة، الكل يمارس طقوسه، ما بين الغني والفقير والمثقف، لكل شخص الحق في ممارسة طقوسه، وإقامة نشاطاته الإجتماعية من الولائم، والعزائم، لكن يا حبذا لو تم الحد من نشر صور هذه العزائم الولائم على مواقع التواصل الاجتماعي والإعلامي، وخصوصا صور الطعام والمناسف والبوفيهات احتراما لمشاعر الفقراء والمساكين والمحرومين من هذه الدعوات ومن إمكانية حصولهم على هكذا طعام مما لذ وطاب، سواء مناسف أو بوفيهات مفتوحة، حفاظا على مشاعرهم ومشاعر حرمة الشهر الفضيل، لأن الله أمر بالستر، شهر رمضان كان شهر الخيرات والبركات، والآن أصبح شهر التناقضات، فالكل يغني على ليلاه، وللحديث بقية.