النسخة الكاملة

جبهة متراصة حول الملك

الخميس-2023-03-22 11:45 pm
جفرا نيوز -
جفرا نيوز- كتب: محمد داودية 
  كل يوم يقدم مجانين الإحتلال الإسرائيلي ومتطرفوه، الرسميون قبل المستوطنين، قارعو طبول الحرب والخراب، مادةً تهز وتزعزع تعاطف العالم الغربي معهم، القائم على "مظلومية الهولوكوست"، وتكشف نهج التوسع الصهيوني وتفتح انظار العالم على طبيعته وجوهره وحقيقته.
إن أبرز وأقوى وأهم أوراق الاحتلال الإسرائيلي، اللجوء إلى فائض القوة، والاستناد إلى الإفلات من العقاب.
لم تُقدِم أيةُ دولة على احتلال أرض دولة أخرى، إلا وتم حصارها ومعاقبتها ومقاومتها، ونضرب غزو العراق للكويت مثلاً، ومثلاً آخر غزو روسيا لأوكرانيا،
إلا كيان الإحتلال الإسرائيلي، الذي لا يطبق مئات القرارات الأممية ويمعن في التوسع والاستيطان والتقتيل وضم الأراضي العربية المحتلة، ويفلت من العقاب والقصاص العادل. 

نحن اليوم أمام واقع إسرائيلي جديد عدواني وغبي وصلف ووحشي، مما يستوجب جبهةً أردنية داخلية أكثر صلابة وحيوية، ملتفة حول الملك عبد الله الذي يخوض أوسع المعارك السياسية والدبلوماسية والإعلامية من أجل أمن الأردن ومصالحه، وحقوق شعب فلسطين العربي، ومقدساتنا الإسلامية والمسيحية في القدس.
كما هو مطلوبٌ ومُلحٌ، بناء جبهة فلسطينية صلبة متحدة، لنكون جميعاً أردنيين وفلسطينيين، في مستوى التحديات الجديدة التي يفرضها المجانين الرسميون الجدد.
إنهم يُدخلون إسرائيل في مآزق جديدة خطيرة، تكشف عن عمقها وامتدادها، ردودُ الفعل الأممية، التي أدانت وتدين تصريحات ومقارفات كيان الاحتلال، الذي شمل الولايات المتحدة الأميركية والعالمين العربي والإسلامي وعشرات دول العالم، وأيضا قطاعاً واسعاً من الرأي العام الإسرائيلي الذي تنصل من تصريحات وخرائط حليف نتنياهو ووزير ماليته بتسلئيل سموتريتش المجنون برخصة.
لقد استفزت تصريحات هذا المتطرف الرأيين العامين الأردني والفلسطيني أوسع استفزاز ونجحت في توليد مزيد من الغضب واليأس من امكانية استمرار السلام مع إسرائيل، التي يعتنق قسم من كبير من سياسييها، العقيدة التوسعية التي تستهدف "الأردن أرض إسرائيل الشرقية" !! 

المذهون سموتريتش ليس وحيدا ولا فريدا في الأوهام الصهيونية المتعلقة بالأردن.
فالحركة الصهيونية تعتبر أن "الأردن هي أرض اسرائيل الشرقية" الذي اخرجته بريطانيا من وعد بلفور عام 1922، بضغط من القوى الوطنية الأردنية بقيادة الأمير عبد الله بن الحسين، مما أثار الحركة الصهيونية التي رفضت إخراج الأردن من وعد بلفور ورفضت إقامة كيان سياسي أردني بزعامة الأمير عبد الله.
وثارت ثائرة الحركة الصهيونية، مجددا عندما منحت بريطانيا إمارة شرق الأردن الاستقلال في 25 أيار عام 1946.
وتعتبر الحركة الصهيونية أن الوجود اليهودي في الأردن، أسبق منه في فلسطين.
جاء في الصفحة 189 من كتاب "رحلة إلى الماضي" لأرنون سوفير أستاذ الجغرافيا في جامعة حيفا: 
"كانت إمارة شرق الأردن جزءا من أرض إسرائيل، وفي سنة 1922 سُلِخت وأُخرجت من نطاق الوطن القومي اليهودي وأصبح نهر الأردن، الذي كان فاصلا ً بين أرض إسرائيل الغربية وأرض إسرائيل الشرقية، حدودا !!
هذا الكتاب صادر عن وزارة المعارف والثقافة الإسرائيلية سنة 1997، ويدرسه طلاب الصف السابع.
ويعود نتنياهو إلى ما قبل 100 سنة فيستخدم مصطلح "أرض إسرائيل الانتدابية"، في كتبه وخطبه، إشارة إلى الأطماع الصهيونية في الأردن، الرابضة عميقا في عقيدة العدوان الإسرائيلية.
  تتزامن تصريحات وخرائط المجنون سموتريتش مع ذكرى النصر العظيم في معركة الكرامة المجيدة، ولكنهم لا يتعظون إلا حين يعقون تحت رحمة الجندية العربية كما وقعوا في الكرامة الخالدة.