جفرا نيوز- خاص
يريد الكاتب الصحفي الأستاذ أحمد سلامة أن يكون "معلم" للطبقة السياسية الأردنية، بل ويقترح عودتهم إلى المدارس ليتعلموا كيف يصبحوا مسؤولين، وفي "نصائحه الهجينة" تلك لا ينسى سلامة أن يُضمّن هجماته على حال الدولة بـ"خراريف" لم يعد لها طعم أو لون، وأصحابها ارتضوا فكرة "التقاعد أو القبر"، عدا عن "الأنا المتورمة" لديه، إذ ينسى سلامة "عدم سلامة" أو "لباقة" ما قاله أردنيين ذات يوم تساءلوا عن غياب مليكهم، ففي مقال لفظه ورفضه الأردنيون وصف الشعب بـ"دود الأرض"
قبل أن يُلقّنه الأردنيون درسا لن ينساه، إذ عرف وقتذاك انه "ليس معلّم" ولا أحد "منه يتعلم".
سلامة المعترض على جودة الطبقة السياسية وشخوصها، نسي أن يقول للأردنيين كيف تم تعيين اثنين من أبنائه في الديوان الملكي، وهل كانت ظروف التعيين "سليمية وطبيعية"، وهل دخلوا إلى مدارسهم لتعليمهم كيف يكونوا مسؤولين. يقول كثيرون إن المشكلة الأساسية لدى سلامة هي رغبته في "لعب دور"، أو أن يكون "وزيرا أو عينا"، فهو يعتبر أنه لا يوجد صحافي في الأردن "غيره"، وأيضا لا سياسي "غيره.. ولا وطني "غيره"، من دون أن يجرؤ أحد على أن يقول له إنه "بات يهرف بما لا يعرف"، إذ ينبغي أن يُسأل عن اسم صحافي أو سياسي أردني سواه نال "حظوة" أن يكون اثنين من أبنائه موظفين في مؤسسة حساسة وكبيرة وسيادية مثل الديوان الملكي الهاشمي، فهل متّخذ قرار تعيين أبنائه أو سياسي يحتاج مدرسة لتأهيله؟.
يريد سلامة أن يكون له "بكل عرس قرص" وهذا وضع غير طبيعي، لأن "التقاعد" أمر أساسي في حياة أي موظف، فطبيعي جدا وفي كل الدول أن تُعطى الفرصة لأجيال جديدة لتؤدي قسطها الوطني من شرف الخدمة العامة، لكن أخطر ما في العقل البشري الانتهازي هو التصور بأن شخصا ما يمكنه أن يكون صالحا لكل الأزمنة وعابر للعصور، عدا عن أن وظيفة سلامة في القصور هي "وظيفة تشريفاتية" لم يكن معها يُقرّر أو يخطط، ربما كان مسموحا له بسبب "أدب الهاشميين ولباقتهم" أن يبدي رأيه، لكن من المضحك والغريب أن يُقدّم سلامة نفسها كما لو أنه "صانع ملوك"، أو "صديقهم" آناء الليل وأطراف النهار، وهنا واجب أهل المهنة أن يعيدوا سلامة إلى"حجمه الوظيفي الطبيعي" الذي كان عليه ذات يوم.
أيمن الصفدي وزير الخارجية /الذي رفض" نقل "ابن سلامه سفيرا /والذي يهاجمه سلامة بتكبّر و"أنا متورمة" هو مؤهل وظيفيا أكثر بكثير من سلامة، والصفدي عمل في مؤسسات دولية عريقة وراسخة لا تؤمن بـ"الحوزات والمظلات"، ولا "الألو"، والصفدي صحافي "موهوب ومؤدب" لا يحتاج إلى تأهيل أو تدريب، لكن مشكلة الصفدي أنه "ليس حكواتياً" انحسرت الأضواء عنه.
أحمد الصفدي بالمناسبة "متميز" دخل الحلبة النيابية منذ عقدين تقريبا، واستحق "الكرسي البرلماني الأول" بعد أن نسج علاقاته وتحالفاته مع نواب وجدوا فيه "رئيسا متميزا"، وقد أثبت هذا التميز عبر "الاختراق الذكي" الذي نفّذه لمؤسسة التشريع العراقية، قبل أن "يظهر عربيا" بكثافة إيجابية استقرت في ميزانه السياسي، وليس العكس، ومشكلة الصفدي الثاني أيضا أنه "ليس حكواتيا"، وأيضا ليس "شلّاخا".
والشلاخ كلمة يستخدما أهل البحرين الأعزاء ومعناها الدارج هي "قول أشياء لم تحصل".. على سيرة البحرين والمنامة العزيزة.. هل يمتلك سلامة الجرأة ليقول للأردنيين كيف ذهب إلى البحرين وكيف غادرها. على سلامة أن يصمت وأن يتوقف عن الافتراء، وأن يحاول تنفيس "انتفاخه" الذي لا يشبه سوى "الحمل الكاذب" لدى الناس التي لديهن "هوس الإنجاب".
أحمد سلامة يجب أن "يركد"، وأن يستوعب أن المشهد والزمن تجاوزاه الآن، وعليه أيضا ألا يفهم هذه المادة بأنها "إساءة" بل هي لوضع النقاط على الحروف، لأن "النصيحة بجمل" كما قال أجدادنا من قبل.