جفرا نيوز -
جفرا نيوز - بقلم الإعلامي العميد المتقاعد هاشم المجالي
كل المتابعين للحركة الفنية الغنائية يعرفون أن هناك منصة ومحطة غنائية خليجية تدعى وناسة ، وهي تستضيف المطربين العرب والخلايجة الذين كان معظمهم أبناء مطربين أو خياطين و كنترولية باصات أو بلا مهنة عملية سوى أنهم يملكون صوت جميل وحظوة الشهرة التي ضربت معهم ، هؤلاء المطربون الذين يجلسون في صدر المجلس ويقومون بالغناء بوجود الطبالين والمزماريين وكاميرات التصوير والمخرجين والمعدين لبرامجهم ، ثم يتابع نشاطهم الغنائي جمهور يقف خلف الشاشات التلفزيونية فقط ، فلا يوجد جمهور في الجلسات ولا تفاعل مجتمعي مباشر معهم أو مع جلساتهم ، ولا يوجد أثار إيجابية تعود على من يتابعهم بعد انتهاء جلساتهم سوى أنهم يشعرون بسعادة وهمية للحظات زمنية قصيرة جدا مدفوعة الأجر .
كما أننا نشاهد أيضا في جلسات وناسة بعض الرقاصين من الذكور والمرددين والمصفقين من النساء اللواتي يلهبن الرقاصين بزغاريدهم لكي ينططوا من مكان لأخر حسب إيقاع الطبلات ومهارة الطبالين الذين أيضا هم يقبضون ثمن وأجرة مشاركاتهم ، ( المدافعون والمسحجون والاعلاميون الذين يدافعون عن الحكومة وقراراتها ) هم مسلون ولهم جمهور قليل يتابعهم خلف الشاشات ، وبنفس الوقت هناك دموع وآلام وحرمان وموت نشاهده وتحمله لنا الأخبار السياسية الساخنة عن الحروب والتهديدات للأمن الغذائي والأمن المجتمعي الذي نعيشة في بيوتنا وشوارعنا وقرانا ، إضافة إلى ما نكتوي بناره من قراراتهم التي تؤدي إلى إرتفاع الأسعار وفرض الضرائب المتعددة والغير مبررة والعجز الدائم في الموازنات وانعدام للوظائف وارتفاع نسب البطالة وارتفاع نسب الجرائم وحالات الإنتحار وفقدان للإستثمارات والمشاريع التنموية نتيجة الفساد والسلبطة والنهب من أصحاب القرار .
اجتماعات مجالس الوزراء مثلها مثل اجتماع جلسات وناسة الغنائية التي لها الطبالين والمزغردين الذين يقبضون أجرتهم من جيوبنا مقابل تطبيلهم وزغاريدهم وهم الذين يعيشون مبسوطين وفرحين ، بينما من يتابعهم ويتابع مخرجات جلساتهم التي لا تخرج عن محاور حبس وضريبة ورفع اسعار وشهداء وضحايا واختفاء عند ظهور الأزمات يدفع لهم ثمن سعادتهم وفرحتهم من قوت عيشه ولقمة أولاده .
قد يكون هناك فارق بسيط عند المتابع لهذين النوعين من الجلسات، فجلسات وناسة مسلية وقد تبسطك وتسعدك للحظات ، بينما جلسات مجلس الوزراء لم ولن يخرج عنها إلا الهمّ والغمّ والنكد والحسرة والندامة والتعاسة .
وأخيرا فإنني أنصحكم بمتابعة جلسات الوناسة خيرا لكم ولصحتكم من جلسات الرئاسة .