جفرا نيوز -
جفرا نيوز- كتب- مصطفى توفيق أبو رمان
تابعت خلال اليومين الماضيين ، بألم عميق وغضب شديد، الفعل الإرهابي الجبان وما تلاه من تفاعل، ومختلف ما أعقب استشهاد الشهداء من آراء، وما تعلق بالجريمة الخسيسة من إدلاء بدلاء وتجاذبات وأخذ ورد وما إلى ذلك.. والحقيقة أن بعض الآراء التي قرأتها أو سمعتها من أصحابها أو اطلعت عليها بشكل أو بآخر.. وجيهة وتستحق التأمل وعمق النظر.. وبعضها للأسف الشديد مخيبة للآمال.. ولا بد بالتالي من التمسك بالثوابت التي نلتقي جميعنا حولها في وطن الخير والمحبة والفزعة والوعي الرشيد.. وطن الهواشم كابراً عن كابر.. وأول هذه الثوابت أن انتشار السلاح واقتناءه من قبل كل من هب ودب أصبح آفة ينبغي محاربتها دون هوادة.. فالسلاح في يد الغر الجبان مصيبة دونها الموت والهلاك وتخريب ما عمرته السواعد الوفية الأمينة الأبية.. ثانياً ينبغي التعامل مع الجريمة وتفاصيلها في إطار صادق صارم نهائي من الوحدة الوطنية المنيعة الرشيدة.. فالوحدة يا أهلي وأحبتي سدنا العالي.. وحامية مستقبلنا.. وضمان آمالنا.. ثالثا تعيدنا الجريمة الجبانة لموضوع وطني بامتياز حول واجب الشيوخ والوجهاء والنواب في وطن المؤسسات.. وفي سياق العملية الديمقراطية برمتها.. ودورهم.. وحدود مسؤولياتهم.. فهل يعقل، على سبيل المثال، أن ينبري وجيه أو نائب للتوسط لمجرم مثلاً..؟؟ وهل يعقل أن يضغط دافعا الجهات الأمنية نحو غض الطرف عن قيود وسوابق.. وهو فعل مؤسف ومعيب وغير وطني يستفيد منه الكثير من أصحاب السوابق؟!؟ رابعا: نزعات التطرف والعنف موجودة بين ظهرانينا والإرهاب لا دين له ولا جنسية.. وقد يكون حامل هذا الفيروس اللعين أردني.. وقد يكون فلسطيني أو سوري أو عراقي أو هندي أو إنجليزي أو من أي جنسية أو ملة أو مذهب أو عقيدة.. وهو ما يفرض علينا أن نعيد النظر بمناهجنا التربوية والتعليمية.. وبقيمنا داخل الأسرة وخارجها.. خامسا ينبغي على كل واحد منا أن يدرك إدراكا كاملا ويعلم علم اليقين أن الجندي والشرطي ورجل الأمن أيا كانت وحدته وأينما كانت خدمته هو ابن هذا الوطن.. رضع حليب أمهاته.. ويحمل قيمه وأعرافه وسواديه.. فكم مرة رأينا رجل السير يهب ناسيا ومتناسيا وظيقته بتحرير المخالفات ليساعد بدفع سيارة تعطلت أو مساعدة عجوز يقطع الشارع أو سيدة مريضة بعمر أمهاتنا.. وكم مرة رأينا رجل الأمن أمام سفارة أو مؤسسة حكومية أو دائرة أمنية يرد السلام أو يتبادل الحديث مع قرابة له بالجوار.. هم أهلنا وأبناؤنا.. فوق جباههم لفحة الشمس نفسها التي تعانق جباهنا.. وكسرة الخبز التي تنتظرهم في بيوتهم لها ملامح كسرات خبزنا كفاف يومنا.. وهم مثلنا يحبون أرضهم.. وعلمهم.. ووطنهم.. وقائدهم.. ومستعدون للموت دفاعا عن كرامتنا وكرامتهم.. سادسا: ما جرى يؤكد مرة أخرى أننا جميعنا على قلب رجل واحد.. وأننا جميعنا جنود حمى ورجال أمن وعيون ساهرة من أجل وطن آمن مطمئن واعد وادع خميل جميل.. بقي أن أقول سابعا: إن ما جرى يزيدنا منعة وصلابة ووعيا وتمسكا بالحرية والديمقراطية والكرامة، ويزيدنا تمسكًا والتفافًا حول قيادتنا الهاشمية الحكيمة ،القيادة التي قامت على أسس متينة رشيدة قويمة.. وإن الأيام المقبلة تتطلب منا الحكمة والتروي... وأن هذا الوطن الذي يحرسنا بنفسه ينتظر من كل واحد منا أن يفعل الصواب.. وأن يصدقه الوعد والقسم. رحم الله شهداء الوطن والواجب وألهم ذويهم الصبر والسلوان وأنزلهم منازل الأنبياء والصديقين في عليين..