النسخة الكاملة

حتى لا نظلم الحكومة

الخميس-2022-12-06 12:13 pm
جفرا نيوز -
 جفرا نيوز - كتب -  نسيم عنيزات 

على الرغم من قلة الامكانيات، وشح الموارد الا اننا نلمس من الحكومة جدية في العمل لتحسين الأوضاع الاقتصادية والأحوال المعيشية للناس، من خلال عدة إجراءات حقيقية وخطط واقعية وطموحة معززة بالاشتباك مع جميع القطاعات المعنية، خاصة الخاص منه واصحاب الخبرات المعنيين بالشأن الاقتصادي.

ويدعم هذه الجدية ايضا الوضوح والشفافية على عكس حكومات سابقة كانت اقوالها عكس أفعالها لا تتقن الا فن المواربة والعمل في مساحات لا لون ولا معالم لها، حددتها هي لنفسها بعيدا عن الحقيقة والواقع، وأقرب الى الضبابية، بعد ان اغرقتنا في بحر من الظلام، وكأنها تخطط لصناعة قنبلة نووية او مركبة فضائية، الأمر الذي ادخل المحور الاقتصادي في كومة من التحديات والمشاكل ما زلنا نعاني منه ونجني خيباته.

ولم تتوقف الإجراءات الحكومية على اقرار التشريعات الجاذبة للإستثمار وإقرار منظومة التحديث الاقتصادي.
كما انها لم تجلس على مدرجات المتفرجين امام الأزمات التي وجدتها في طريقها نتيجة قرارات وأخطاء سابقة، بل اشتبكت مع جميع الملفات، وبدأت بحلحلة الالغاز ووضع الفرضيات بهدف الوصول الى المعادلات الصحيحة.

وحتى لا نكون سوداويين لا نتقن إلا فن النقد والاصطياد في الماء العكر، ووضع العقبات في طريق المركبة السائرة، ووضع الشواخص في غير مكانها الصحيح لتشتيت الانتباه وبعثرة الجهود.

يسجل للحكومة جديتها وسعيها لإيجاد بدائل بهدف تعزيز الموارد وتحسين الاوضاع والايفاء بالوعود من خلال تكثيف العمل والبحث الجاد لاستكشاف ما تخفيه باطن الأرض من معادن ورفع وتيرة الحفر بهدف استكشاف النفط وتعزيز كميات انتاجه، وأكبر دليل على ذلك زيادة المبالغ المرصودة لهذه الغاية في موازنة العام القادم.

أما فيما يتعلق بالحفاظ على المال العام ومحاربة الفساد فإنها من أكثر الحكومات جدية في التعامل مع تقارير ديوان المحاسبة بعد ان شكلت لجنة وزارية، كانت مهمتها التعامل مع كل ملاحظة او مخالفة اوردها التقرير، أسفرت عن تصويب العديد منها واستردت جميع الاموال التي صرفت دون وجه حق، لا بل لم تتوقف عند هذا الحد لانها لم تجد حرجا في تحويل بعض القضايا 
الى مكافحة الفساد دون النظر الى الشخوص ومكانتهم الاجتماعية او مواقعهم الرسمية.

لا نقول باننا امام حكومة فضائية او خارقة او منزهة عن الاخطاء لكن علينا ان ننظر الى النصف الممتلئ من الكوب، أمام تراكمات واوضاع معقدة وجدت الحكومة نفسها بين اكوامها تصدت لها وتعاملت معها بجدية دون تردد او ارتباك، بعد ان وضعت خارطة طريق واضحة المعالم خالية من الرموز والشيفرات السرية لسنوات قادمة بعيدا عن عقدة الأنا او انا ومن بعدي الطوفان