شكرا قطر..

جفرا نيوز - كتبت : رزان عبدالهادي 

من خلال متابعتي لتعليقات بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي في الفترة القليلة الماضية، تزامنا مع بدء مباريات كأس العالم، والتي اصبحت حديث الشارع في الآونة الاخيرة لفتني انتقاد الكثيرين لدولة قطر الشقيقة لانفاقها عشرات البلايين من الدولارات مقابل استضافة كأس العام. 

 وانني، واذ لا يمكنني الا التأكيد على بالغ احترامي وتقديري لكافة الأراء ، أرى ان دولة قطر قد اتخذت قرارا وجيها وحكيما باستضافتها لهذه الفعالية الهامة، وانا، كفتاة تعتز بعروبيتها وتؤمن ان البلاد العربية واحدة، مهما فرقتها الأزمان، اتمنى لو تحذو البلدان العربية حذو هذا البلد الرائع بقيادته وشعبه، كل حسب امكانياته. 

 وعطفا على ما تم ذكره اعلاه، فقد تم بناء وتحديث بنية تحتية كاملة لدولة قطر ، وتم إنشاء محطة قطار أنفاق وبمئات القطارات التي تمر يوميا ، وتم بناء عدة ملاعب لكرة القدم ، حديثة ووفق أعلى المستويات ،من شأنها ان تخدم القطريين ومن يقيمون أو يزورون قطر مستقبلا .

   الى ذلك، فأنه ومن وجهة نظري المتواضعة، على اثر هذه الفعالية الضخمة اصبحت قطر معروفة على المستوى العالمي، حتى انه اذا كان هناك من لم يسمع قبلا عن قطر ، فقد أصبحت الآن ، وبفضل هذه البطولة ، معروفة له تماما .

 وعلى ارض الواقع وتأكيدا على ما تم ذكره بالفقرة السابقة ؛ فأنه يتحدث العالم ، حتى الآن، عن بعض بطولات كأس العالم التي أقيمت سابقا ، فمثلا يقولون أن دولة كذا قد فازت على دولة كذا في كأس العالم التي أقيمت في إنجلترا ، قبل ستة

 وخمسين عاما ، ومن تلك النظرة ، سيقول الناس، شبعد مرور عشرات السنوات، ان فريق دولة كذا قد فاز على فريق دولة كذا في كأس العالم الذي أقيم في قطر. 

   من جانب اخر، لا يسعني الا الانحاء احتراما لهذه الدولة العظيمة التي استطاعت ان تعرّف العالم بأسره على روعة هذا البلد ، وشعبه ، وعلى قيمه وعاداته ، وعرّفت شعوب العالم على جغرافية وتاريخ وثقافة هذه الدولة، والتي في طبيعة الحال مستمدة من قيم الدول العربية والاسلامية. وقد اعتاد المشاهد، بفضل ذكائهم وحنكتهم، على مشاهدة شخص من دول أجنبية ما وهو يرتدي الزي العربي خلال متابعته لاحدى مباريات كأس العالم، في مشهد قد لا يكون مألوفا من قبل. 

  اتمنى صادقة ، ورغم أني لا انكر محدودية الإمكانات المادية ، ان يقيم الاردن فعالية ثقافية أو فنية أو سياسية كبيرة جدا ، خاصة وان هناك أماكن رائعة يمكن أن تستضيف فعاليات كهذه ، مثل عمان أو ام قيس أو وادي رم او العقبة ، ولعل مهرجان جرش للثقافة والفنون ، يشكل نواة متواضعة لما اتمنى ان يقام في الأردن.