جفرا نيوز - بقلم العين محمد داودية
تجتمع أمم الأرض في دولة قطر،لم تبقَ جنسيةٌ الا وجاء ابناؤها إلى قطر: لاعبين ومدربين و معالجين وحكاما وإعلاميين وفرق دعاية وخبراء أمن ومكافحة إرهاب ورياضيين ومتفرجين مهووسين بسحر كرة القدم شغوفين بها وباللاعبين النجوم الذين يكاد يعرفهم المليارات الثمانية من أهل كوكبنا.
حضرتُ في ريو دي جانيرو ضمن صحفيي «الطبعة الدولية -Global Edition» الخاصة بالبيئة، مؤتمرَ الأمم المتحدة للبيئة والتنمية المعروف باسم «قمة الأرض» في الفترة من 3 إلى 14 حزيران 1992، وهو المؤتمر الذي جمع قادةً سياسيين ودبلوماسيين وعلماءَ وإعلاميين ومنظمات غير حكومية من 179 دولة.
أمضيتُ في «ريو» نحو عشرة أيام، برفقة سفيرنا الجميل لدى البرازيل نايف مولا.
حمل الأمنُ البرازيلي مئاتَ آلاف قطّاعي الطرق واللصوص والسّلاّبة والمشردين (الهوم لس) وبنات الليل والقوادين والشاذين جنسيا والمخبولين ومدمني المخدرات والسُّكرجية، بعيدا عن «ريو» حماية للمشاركين في المؤتمر.
ورغم تلك التحوطات الحديدية، فقد نصحني مدير الفندق الذي نزلت فيه، الواقع على شاطئ «ريو» أن لا اخرج إلى الشارع وفي جيبي اكثر من 10 كروزيرو، خوفاً عليّ من السلّابة.
كنت «اقسدر» عصرا على شاطئ «كوبا كبانا» الذي يعج بالمتنزهين، حيث على كل بقعة منه، مجموعة من الشباب يلعبون كرة القدم.
سمعت من ينادى: يا طفيلي، يا طفيلي !!
تلفّتُ حولي 360 درجة، لم اكتشف المنادي في زحمة آلاف الوجوه. وبعد عدة نداءات، برز شبابٌ مفتولو العضلات سلموا عليّ.
كانوا «مقدمة» الحرس الملكي، تمهيدا لوصول الملك الحسين، الذي عَدَل عن حضور المؤتمر في الساعات الأخيرة، منتدِبا المهندسَ عبد الرزاق طبيشات وزير البلديات والبيئة.
في المسافة بين الفندق و»كوبا كبانا» عدة محال فواكه وخضروات دخلت أحدَها لأشتري، فبادرني صاحبُ المحل سائلاً بعربية رخوة مطبشة:
حضرتك حوراني، ما ؟
قلت: نعم، وأنت سوري؟
قال: وصلت إلى هذه البلاد وليس في جيبي سوى خمسة دولارات، لم اجد من يصرفها !! فعملت في جمع البرتقال والليمون المتساقط من شجر الشوارع وابيعه إلى المنازل ثم إلى المستشفيات.
ثم جاد الله عليّ، ففتحت سلسلة من محال الخضار والفواكه في مختلف أنحاء هذه المدينة، التي يتوقع الإنسان أن يتعرض فيها للقتل كل يوم، أمّا السلب، فقد تعرضت له عشرات المرات !!
يتحدث زوار دولة قطر ورواد المونديال عن أمان غير مسبوق في هذه البلاد العربية المباركة، حشدت له دولةُ قطر كل بنيها وبناتها، بكل ما في قلوبهم من مودة ومحبة وكرم.
لم يضطر الأمنُ القطري إلى إبعاد قطري واحد، بعيدا عن المونديال !!