جفرا نيوز -
جفرا نيوز - بقلم الإعلامي العميد المتقاعد هاشم المجالي
باديء ذي بدء انا وكثيرون يعلمون بأنك لست نِتاج الوراثة ولا نخب السياسة ولا ضغط عائلة أو عشيرة ، وكلنا يعلم انك كنت من نِتاج المدرسة العسكرية والعلاقات العامة التي ابدعت فيها أثناء أن كنت ضابطا بالقوات المسلحة ، ونعرف انك كنت أيضا نِتاج خدمة أبناء دائرتكم المحترمة ، ولهذا نريد منك أن تعلم بأن هذا الكرسي الذي جلست انت عليه كان قد جلس عليه أشخاص قد مضت أجسادهم ولكن ارواحهم لا زالت حاضرة في المدارس والمجالس أمثال احمد الطراونة واللوزي والعربيات والفايز وعرار والمجالي فاحرص على ذكراك في حياتك وبعد مماتك .
لقد أعجبتني يا سعادة الرئيس عندما قمت بزيارة قبر الرئيس المرحوم عبدالهادي المجالي عليه رحمة الله تعالى، وكأنك تريد أن توصل رسالة من خلال هذه الزيارة إلى المجتمع العسكري اللذين خدموا مع المرحوم ابوسهل وإلى النخب الحزبية التي قام ببنائها ألبلدوزر وإلى النخب البرلمانية التي عاصرها وطورها قبل أن يتراجع دورها وتنعدم فعاليتها ، بأنك تريد أن تسير على ذات النهج وتتبع نفس الأسلوب والطريقة في إدارته للمجلس الذي كان يُحترم من قبل المواطن والوطن بأسره إبان فترة توليه لرئاسة المجلس.
وأنا هنا أريد أن أرد على رسالتك برسالة أيضا أقول فيها لكم بأن هناك من خدموا بالقوات المسلحة وتم إحالتهم إلى التقاعد نتيجة ظلم الإقليمية البغيضة والأمزجة الغير منطقية كما حصل معكم ، وأقول لكم أيضا بأننا لا نريد منك أن تكون قويا كما كان وصفي وهزاع الذين لو كانوا أحياء في هذا الزمن الصعب لكانوا يقبعون خلف القضبان أو مفروض عليهم الإقامة الجبرية بمنازلهم أو اجبروا على الصمت الإعلامي والجمود الحيوي بعدم التفاعل مع حاجات الوطن .
نحن لا نريد منك أن تكون كالبلدوزر الذي زرت قبره والذي كان يباطح حكومات كان يرأسها ديناصورات واعضائها كانوا ذئاب لأجل الوطن والمواطن ، لأن الديناصورات الآن تحولت إلى سحالي وابوبريصات، والوزراء الذي كانوا ذئاب صاروا ثعالب ودجاج .
يا سعادة الرئيس نريد منك أولا أن تنطلق في محاربة الفساد والفاسدين في مجلسكم الكريم والذين بعضا منهم جعلوا المجلس مسرحيات هزلية بدون طعم او رائحة .
يا سعادة الرئيس لقد حصلت على ثقة 104 أعضاء من مجلس النواب ، وهذا الرقم لم ولن يحصل عليه إلا رجل جريء وشجاع استطاع أن يوظف الجهد والطاقات مع المؤثرين سواء ان كانوا من داخل المجلس أو من خارجة ومن دعم بعضا من الأجهزة الأمنية التي صارت تتدخل بالأخضر واليابس .
سعادة الرئيس قد لا تتكرر هذه الفرصة لكم مرة أخرى بالمستقبل إن لم تحسنوها ، وقد تكون هذه هي البداية لكم في هذا الزمن ، فأحسن إدارتها وكن رجلا اردنيا مؤمنا يخاف الله أولا ووطنيا يدافع عن الأردن ثانيا وقوميا لا يسمح بأن يقال عن المناضل الفلسطيني بأنه إرهابي وعن القضية الفلسطينية بأنها نسيا منسيا .
نسأل الله لكم السداد والتوفيق في ظل حضرة صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين وولي عهده الأمين سمو الأمير حسين