جفرا نيوز -
جفرا نيوز - بقلم جهاد المنسي
قادتني المصادفة لركوب أحد الباصات العاملة على خط جامعة البلقاء التطبيقية/ السلط والتي تربط الجامعة بصويلح، هالني السرعة التي يقود بها السائقون، وأرعبني عدد الطلاب الذين يتم إدخالهم للباص دون وجود مكان لهم، حيث بات عدد المتواجدين داخل الباص المخصص لـ22 راكب اكثر من 30 راكبا وربما اكثر.
دفعني الفضول للسؤال ان كان هذا الحال الذي أراه دائما ام انه فقط لدى الباص التي قادتني الظروف لركوبه؟، كان الجواب صادما ان سواد الباصات العاملة على خطوط «البلقاء التطبيقية» كذلك، وأن هذا لا يتوقف عند باصات صويلح / البلقاء التطبيقية، وإنما الامر يصل لباصات البلقاء/ وسط السلط او الكراجات.
قال لي من سألته ان السائق لا يعرف المطب من الشارع المنبسط، ولا يعرف (كوع من بوع) فالهدف واضح وهو السرعة ثم السرعة ثم السرعة وتجاوز الباص الذي أمامه والوصول لخط النهاية قبله، وتعبئة اكبر عدد من الركاب كعلب سردين.
لا يهم إن تمايل الراكب يمينا ويسارا، ولا يهم إن وقع الراكب أرضا او حافظ على تماسكه؛ المهم هو زيادة عدد ركاب الباص والسرعة ما أمكن لذلك سبيلا، وتجاوز باصات أخرى وخطف الركاب من الطريق بقدر ما يمكن.
بطبيعة الحال فإنه إضافة لوجود اعداد من الركاب وقوفا، فإنه توجد مقاعد تضم ثلاث راكبات من الطالبات على المقعد الواحد بدل راكبين، ولسان حال مساعد السائق (الكونترول) عند صعود صبية للباص (يا صبايا خذو هالصبية جنبكم).
المؤسف ان ذاك يجري بشكل يومي، والملفت ان الطرقات بين الجامعة ووسط المدينة ضيقة، بمعنى انه يمكن وجود أطفال ومسنين وسيدات، الامر الذي قد يعرض حياتهم للخطر، ويجعلهم بشكل يومي امام خطر الموت والدعس من خلال السرعة الكبيرة التي يقود بها السائق.
والمؤسف اكثر ان كل ذاك يجري يوميا دون رقابة صارمة من قبل الجهات المعنية سواء ادارة السير او الامن العام بشكل عام، صحيح ان حملات تفتيش تجري أحيانا، ولكن استمرار الامر كما هو دون تغيير يضع الطلاب أمام احتمال كارثة قد تحصل لا قدر الله، فهذا التعامل من قبل السائقين على خط جامعة البلقاء التطبيقية، والقيادة بهذه السرعة المجنونة تضع أيدينا يوميا على قلوبنا قلقا وخوفا، وتدفعنا لرفع الصوت والطلب من ادارة السير تكثيف حملات التفتيش على سائقي تلك الباصات وعدم التهاون معهم، وحجز السائق والباص في حال تكرار المخالفة، فأرواح الناس ليست لعبة، والشوارع الضيقة ليست شوارع رالي يتبارى فيها السائقون كما يحلو لهم.
ما رأيته ذاك اليوم كان صعبا بكل المقاييس، والأنكى ان السائقين يرفضون الاستجابة لأي طلبات تدعوهم للهدوء، والالتزام بالعدد المقرر لحمولة الباص، وقد يصل الامر بالسائق لشتم من يطالبه الهدوء، وعدم الاستماع للمطالبات، والمشكلة المتواصلة ان (كنترول الباص) يطلب من الطلاب بشكل شبه دائم الوقوف ومنح المكان لطالبة.
ليس من السهل السكوت امام هذا الواقع الذي شاهدته، وأعتقد ان إدارة السير تعرف يقينا ان هناك تجاوزات تحصل، ولذلك نشهد أحيانا حملات تفتيش متلاحقة، ولكن وقبل ان نقول (يا ريت) علينا ان نكثف من تلك الحملات ووقف جنون السائقين على خطوط جامعة البلقاء التطبيقية او أي جنون آخر يمارس في شوارعنا فحياة الناس ليست لعبة والاستهتار غالبا ما يوصلنا لمرحلة لا نريدها ابدا، ولا نريد أن نقرأ يوما عن كارثة تحصل لا قدر الله.