جفرا نيوز -
جفرا نيوز- كتب- محمود كريشان
بداية.. إستطلاع الرأي حول أداء حكومة د. بشر هاني الخصاونة، الذي نشط في إعداده "فجأة" مركز الدراسات الإستراتيجية في الجامعة الأردنية ونُشر في العاشر من الشهر الحالي، ورد في هذا الإستطلاع ما أثار الإستغراب فعلا، وهو السؤال عن مدى ثقة الناس ببعضهم البعض، وهو سؤال لا يمكن أن تنطبق عليه أية معايير فلماذا يتم توجيه مثل هذا السؤال، الذي يمكن التحكم بإجابته كيفما شاء المسؤولون عن هذا الإستطلاع؟.. أفلا تكفينا الإنقسامات المتعددة، حتى نمعن في مجتمعنا تفتيتا؟.
وبعيدا عن ذلك.. فإن نتائج ومؤشرات الإستطلاع والضجة "المفتعلة" التي رافقته، وتنطوي بما لا يقبل الشك على إستهدافات محددة، فلم تعكس نتائجه رأيا عاما شعبيا سلبيا تجاه الحكومة، نظرا لعدم ثقة الشارع بمراكز الدراسات المحلية وله تجارب سابقة مع نتائج مماثلة لم تعكس نبض الناس مطلقا بل إستهداف فئة محددة لا نعلم من هي، للخروج بنتائج في سياق إستهدافات وبعضها ربما تصفية حسابات، حيث لم يؤشر الإستطلاع نحو مستويات القصور وطبيعتها وأثرها البالغ على حياة الناس اليومية!.
أما عن الإشغال المتعمد للرأي العام، بتغيير الحكومة، أو إجراء تعديل على فريقها الوزاري، فذلك ما يجب أن يثير الغضب، ليس فقط لأن هذه حيلة مكررة، تستغفل وعي الناس، وتتجاوز همومهم اليومية، وتحاول نقل إهتماماتهم، إلى أماكن لا علاقة لهم بها، بل لأن السياسات الرسمية هي نفسها لا تتغير مهما تغيرت الحكومات، وأمور أخرى لا علاقة لها من قريب أو بعيد بالدور التنموي المطلوب، وإعتماد خارطة طريق تفرج كرب المواطنين، وكلها فخاخ لتشتيت افكار الناس، لكنها لم تعد تنطلي عليهم، وهذا ما يؤكد عدم ثقة المواطن بمراكز الدراسات ونتائجها المزعومة.
ما نريد أن نقوله.. وبعيدا عن الملفات والصعوبات والأزمات والتداعيات التي يمكن أن تشير إليها دراسات الإستطلاع والرصد والمتابعة والتقييم، فإننا نقول أن الظروف ليست سهلة أبدا، سواء المجتمعية والإقتصادية والإقليمية، ومع ذلك، علينا أن نثق بقدرة الحكومة على تغيير الوضع الراهن، وتحسينه والتقليل من نسب البطالة بين الشباب، وتوفير فرص العمل لهم، وهذا الأمل المقرون بالتفاؤل، مرتبط بشخصية رئيس الوزراء د. بشر الخصاونة، الذي يسعى جاهدا لخدمة الشعب والوطن، إستنادا لتوجيهات قائد المسيرة جلالة الملك عبدالله الثاني، الهادفة لتحقيق الحياة الأفضل لأبناء شعبه الوفي.
kreshan35@yahoo.com