النسخة الكاملة

العيب ليس في الرياضة

الخميس-2022-10-16 10:07 am
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - بقلم نسيم عنيزات

ما يحدث في بلدنا وما يتبعه من احداث عقب بعض المباريات الرياضية، لا يحتاج تحليلا، ولا يستدعي تفسيرا .

فما تلتقطه العين ، وتسمعه الأذن من كلمات وعبارات تشي برائحة تزكم الانوف ، تختصر علينا المشهد .

هذه الأحداث كنا نشاهدها على أرض الملعب وبين صفوف المدرجات، وكأن هناك من يفتعلها، بانتقاء عبارات الفتنة والفرقة قصدا وعمدا ، لكننا للأسف اكتفينا بسماعها واعادة ترديدها لتخرج خارج أسواره وتلتقطها مواقع التواصل الاجتماعي قبل الشارع، دون ان نتخذ إجراءات علاجية قبل العقابية .

ولأننا اغمضنا أعيننا ، ووضعنا اصابعنا في أذاننا ، وبسبب صبرنا طويلا على هذا الحال، فها نحن نشتم روائح كريهة ينفخ بها كير البعض ، حتى وصلنا الى حالة قريبة من التعبئة واشبه بالطوارئ، وكأنه ينقصنا ازمات جديدة في مجتمع يعيش حالة من الاحتقان والغضب نتيجة ظروفه المعيشية الصعبة وكأن لديه اتساعا او قدرة على تحمل ازمات جديدة بعد ان استنفدت السنوات الماضية كل طاقته ومخزن صبره.

فالقضية أكبر من كرة القدم، ولا دخل للرياضة بها حتى نلغيها من قواميسنا كما يطالب البعض الذي يستسهل كل أمر ، فهناك رياضات ومباريات نشاهدها ونستمتع بها ، ولا نرى او نشاهد كما في غيرها لنتساءل لماذا امتدت نيران بعضها وزاد لهيبها ليحرق كل ما يواجهها او تصادفه في طريقها دون ان تجد من يطفئها ، حتى أطفالنا لم يسلموا من أذاها.

لتتحول الدولة الى حالة طوارئ بسبب ما تشهده من احداث واعمال تخريب وانتهاكات لحقوق الغير يفعلها القلة عن جهل او قصد ، لكنها للأسف تحدث أثرا خطيرا وتسبب أذى مجتمعيا، بعد ان نمت وكبرت ، ووجدت من يمدها بوقود الفتنة والحقد ، لتتحول من لعبة او تسلية كان يمازحها البعض وتمارسها قلة الى قنبلة انشطارية تنتشر شظاياها في كل الاتجاهات والمساحات لتعبىء المكان فتؤذي كل من في طريقها.

وكأنها لعنة أصابتنا فما ان ننتزع قنبلة تزرع اخرى، وما ان نتجاوز محنة نصطدم بأخرى وما ان نخرج من حفرة نسقط في التي بعدها ، بسبب المعالجات الوقتية القائمة على الطبطبة والفزعة تحت شعار سكن تسلم .

وبقينا على هذا المنوال حتى زاد انتشارها وتعمق التفاعل معها قبل المباراة واثناءها وبعد انتهائها بدل الاستمتاع بها، وكأن هناك من يحرك بعضنا بالريموت كنترول ليشتت عقولنا ويذهب تفكيرنا ولا يريد لبلدنا وشعبنا الخير والسعادة.
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير