النسخة الكاملة

المواطن و"الرباعية السوداء"

الخميس-2022-10-13 11:43 am
جفرا نيوز -


جفرا  نيوز   :محمود خطاطبة

على مدار عامين مضيا، لم تنجح سياسات وإجراءات أقدمت عليها حُكومة بشر الخصاونة، في التخفيف من "رُباعية سوداء"، باتت العنوان الأبرز لمُعاناة المواطن، والتي تتمثل بأعباء اقتصادية يعتاشها الأردني، وأصبحت واقعًا، أو الحد من ارتفاع الأسعار، أو تقليل نسب الفقر والبطالة.. تلك نقطة أساسية أكدتها نتائج استطلاع للرأي بُعيد مرور عامين على عمر هذه الحُكومة، بالإضافة إلى ثانية تتمثل بأن 80 بالمئة من الأردنيين يعتقدون بأن الأمور تسير في الاتجاه السلبي.

النقطة الأخيرة، غير مُفاجئة، لا بل ومتوقعة، من قبل شعب بات يُصبح على مُر، ويُمسي على علقم.. كيف لا؟، ونحو نصفه غير مُتفائل، في حين يرى مُعظمه وبأم عينيه بأن الأوضاع بمُختلف أشكالها غير مُبشرة بخير أبدًا، ولو على الأقل، خلال الأعوام القليلة المُقبلة. 

أما النقطة الأولى، وهي محور الحديث في هذه الكلمات، فعلى الرُغم من أن الجميع أو الأكثرية، يعلم علم اليقين، بأن الأعباء الاقتصادية صعبة، ومسلسل ارتفاع الأسعار يمضي بجنون إلى الأعلى، بلا حسيب أو رقيب، ومُعدلات البطالة ونسب الفقر، باتا سمتين أساسيتين في قهر الأردنيين، إلا أن الجديد هو تلك السياسات والإجراءات التي اتبعتها الحُكومة الحالية، والتي كان عنوانها الأبرز هو "الفشل".

صحيح بأن عمر حُكومة الخصاونة، لم تُكمل العامين، تخللهما ظروف قاهرة جراء جائحة فيروس كورونا، وما رافقه من تأثير سلبي على الاقتصاد العالمي، ثم اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، وتبعاتها التي أثرت على كثير من البلدان، من ضمنها الأردن طبعًا.. إلا أن "ضُعف" أداء الحكومة، يبدو أنه كان واضحًا للملأ، إلا من أراد رؤية غير ذلك.  

عندما يكون أداء الحُكومة ضعيفًا، حتى لا نقول أنها نفسها غير قادرة، فإنها لن تستطيع بأي حال من الأحوال خلق أو إيجاد حلول لمُشكلات تواجه الدولة ومواطنيها، أو انتهاج سياسات واتخاذ قرارات وإجراءات، لا تُجدي نفعًا، أو على الأقل لن تُخفف من حدة تلك "الرُباعية السوداء"، التي تضرب الأردنيين في عُمق، فإنه حتمًا سيكون هُناك تراجع في الثقة بالحُكومة، وهو ما حصل بالفعل، ولمن أراد التيقُن أو التأكد من ذلك، فعليه أن يمر ولو مرور الكرام على نتائج استطلاع الرأي الأخير، الذي أجراه مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية، ليُلاحظ مقدار تراجع الثقة بهذه الحُكومة.

حُكومة الخصاونة، إذا ما أردات الاستمرار في الجلوس على "الدوار الرابع"، خصوصًا أن هُناك أحاديث تدور حول إجراء تعديل، قد يكون موسعًا، عليها، فإنها مُطالبة اليوم، بضرورة تحقيق أشياء ملموسة على أرض الواقع، بخصوص "الرباعية السوداء"، يلمسها على المواطن، أيًا كان مكان سكنه، وتعود عليه بنتائج إيجابية.

المواطن يعلم بأن الأوضاع الاقتصادية صعبة على كثير من الدول، خاصة أن جُلها مُقبلة على ركود اقتصادي، والذي تؤكده تقارير دولية وخبراء ومُختصون، إلا أن باستطاعة الحُكومة تقديم أفعال، لا أقوال، تحد، ولو بنسبة مقبولة، من آثار تلك البطالة والفقر وارتفاع الأسعار.. فالمواطن لا يطلب المُستحيل، بل باتت مطالبه تتلخص بتخفيف أضرار "الرباعية السوداء".
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير