جفرا نيوز -
جفرا نيوز - بقلم الدكتور رافع شفيق البطاينة
ما جاء في نتائج استطلاع مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية بمناسبة مرور عامين على تشكيل الحكومة هو وضع طبيعي وغير مفاجيء ، لأن مزاج الشعب الأردني في الوقت الحالي غاضب ومتوتر ومحبط من كل شيء ، وغير متفائل لأنه يعبر عن تراكمات حكومية متواترة ، فانتقلت عدم الثقة والمصداقية بين الشعب من جهة والحكومة ومجلس النواب ومؤسسات الدولة الأردنية الأخرى من جهة أخرى، بالإضافة إلى عدم الثقة بغالبية المسؤولين من حكومة من لأخرى ومن مجلس نواب لآخر، علاوة على عملية تدوير المسؤولين من منصب لآخر، ومن كرسي لكرسي، فنتائج الاستطلاعات ونسبها المتدنية تنسجم وتتوافق مع نسب المشاركة في الإنتخابات النيابية والبلدية ومجالس المحافظات، والتي تراوحت بين 29٪ في النيابة ، 26٪ في البلديات، ولذلك فإن نسب النجاح أصبحت متدنية في كل شيء، بالنظر إلى الظروف الاقتصادية التي يمر بها الناس من إرتفاع الأسعار المواد الأساسية، والغذائية، وبالأخص إرتفاع أسعار المحروقات بشكل جنوني لم تصل إلى ما وصلت إليه هذه الأيام منذ عشرات السنين، وخصوصا ونحن على أبواب فصل الشتاء، وما زاد الطين بلة تجاه الحكومة هو قرارها الأخير المتمثل بالإستمرار بالتوقيت الصيفي على مدام العام، والذي لاقى معارضة شعبية واسعة واعتبرها الشعب أنها مجاكرة أو تحدي من الحكومة للشعب الأردني، أنا متأكد لو أن الحكومة أقدمت أو أشارت برسالة تطمينات أنها سوف تعمل على تخفيض أسعار المحروقات في قادم الأيام سوف تتغير المعادلة، وتتغير نظرة الناس إلى أداء دولة الرئيس وفريقه الوزاري، علاوة أن هناك غضب من الناس على الرئيس ليس لشخصه أو لأداؤه، وإنما بسب أداء بعض وزراؤه، ومثال ذاك غضب الناس على أداء وزراء الصحة والمياه، فأداء أو سلوك أو تصرف أو تصريح سلبي لنائب قد تسيء لكامل المجلس، وكذلك الوزراء، خطأ وزير سواء بالتصريح أو الأداء الخدماتي لوزارته أو أسلوب التعامل مع المواطنين ينعكس سلبا على صورة مجلس الوزراء بكامله، وعلى دولة الرئيس بمفرده لأن الناس تحمله مسؤولية توزيره وعدم شكمه، الظروف والأجواء العامة جميعها في الأردن غير صحية، والناس لم تعد تثق بأي شيء في الأردن لا بمسؤول ولا بأي مؤسسة، بإستثناء المؤسسات الأمنية ، لذلك فاختلط الحابل بالنابل، ولهذا فإن نتائج هذه الاستطلاعات لم تعد تدعوا للقلق لأنها نسب طبيعية في هذه الأجواء السلبية التي نعيشها وآخرها الجرائم المجتمعية التي زادت مؤخرا، وتبعها مشاكل كرة القدم والجماهير المشجعة والمتعصبة لكل فريق، وللحديث بقية.