جفرا نيوز -
جفرا نيوز - كتب: محمود كريشان
سليمان بك..!
في "بطنا" الوادعة، على مشارف السلط الشامخة، كانت مضارب الكرام "العبابيد" تتحول إلى "ضحى" و"عسكر" و"دائرة".. غابة كثيفة من الشمغ الحمراء "المهدبة" بأبجديات الإنتماء.. الوفاء كان حاضرا، في المضارب الحزينة.. "شركس" بلا حدود.. شمال وجنوب.. مفرق وبلقاء ومأدبا.. وقس على ذلك..
الفقيد بحجم "الدائرة" الكبيرة، من رجال "العبدلي" .. وجماعة "أبورسول".. جيل التأسيس وفرسان "الفولفو".. معلم بإمتياز.. ذكاء حاد متقد، أردني حتى النخاع.. شجاع، مقدام، يخاف الله تعالى.. والشاهد علي الله.. ما أفسده سحر السلطة ونفوذها.. كان نظيف اليد والقلب والفرج واللسان.. وأستغفر الله سلفا.. لو قدر له لأزاح سجادة صلاته قليلا مع انعطاف الهوى، نحو تلك الأردنية الطاهرة الأبية.. أقصد "الدائرة"..
نستعيد ذاكرة عظيمة، كان فارسها، سليمان بك قبلان الزيادات العبادي.. ومن مثل "ابومشهور"!.. النقي، التقي، الأردني.. ولعله العام الجميل (١٩٨٤)، وذلك الصباح البهي، في "العمارة الزرقاء"، قبل اغتيال "العبدلي" بذريعة الحداثة والتطور، لكننا نعرف الطابق.. ونصمت على قهر.. المهم.. كان ذلك اليوم الخالد، هو "الأول" في ذاكرة الفتى الجنوبي"، وقد حمل قرار تجنيده، بصمة طيب الذكر والذكرى، المعاني الذي ينتخي لمساعدة الجميع "ابراهيم باشا العودات ال خطاب" المفتش العام "رحمه الله".. المهمات.. كان في الطابق الخامس، كوكبة رجال، من الذين قبضوا على عنق المستحيل حتى طاوعهم.. من اجل حماية.. هذا البلد.. المملكة الاردنية الهاشمية.. كان في مقدمتهم مع حفظ الألقاب: سامي بينو، زهير ابراهيم، زهير يعقوب تاموخ، خالد شابسوغ ابوينال، سليمان قبلان، عدنان أباظة، عبدالله ابوعنزة، محمد عقلة الكلوب، احمد عبودي الهباشين، ابراهيم الدويري، ضيف الله الخلايلة، ابراهيم ابوأمل، زيد الفراج، حمدي خليفات، جاسر البطوش، عقلة الخزاعلة، علي غليلات، سعد عربيات، حسن خليفات، عوني الدلابيح، محمد بركات الزواهرة، عادل الصرايرة، رياض محمد سالم الصرايرة، رسمي العبادي، عبدالله العلاوين، ياسر عنيزات، ضيف الله الغنميين، وليد العبادي، احمد سلامة السويلميين، احمد العزام، محمد عزت مقابلة، باسل علاونة، ومن غاب عن ذاكرتنا ذكرهم الطيب..
سليمان بك.. دقيق جدا.. يكره الكذب.. يعشق الوطن.. خط دولاني جميل.. "قائد" لا يتبع لأحد.. تقرأ في محياه الجميل، خارطة وطن قد أحببناه، وحلفنا بترابه ان يبقى.. والكل فداه.. وطبعا "الفيصلي" في قلبه ووجدانه..
عموما.. ذهب "سليمان بك" ليلاقي وجه ربه، وقد صعدت روحه الطاهرة.. بريئة من كل شيء.. الا من محبة الأردن.. ولا شك أنه سيطبع قبلاته على: وصفي التل، محمد رسول كيلاني، مصطفى القيسي، سعد خير، عبداللطيف العواملة، خيرالدين شعبان، سليمان الكردي.. وكل شهداء الأردن الأبرار..
مجمل الوجع.. شيعنا بالدمع "سليمان بك".. لكن اقسمنا بجلال الأردن.. ان لهذا الحمى ذخيرة حية من الرجال، الذين سيقولون "لا" أردنية كبيرة، كلما تعلق الأمر بهذا الوطن.. سيدي "ابومشهور".. سلم على "وصفي" ومن معه..
Kreshan35@yahoo.com